هناك نوع من المسلسلات والأفلام عندما تشاهده، لا تخرج أبداً مثلما دخلته، الدراما هنا تتوغل بعمق داخل الشخصيات لنكتشف بعدها أنها توغلت داخلنا أيضاً!
الدراما النفسية لا تقدم لنا أحداث فقط بل تقدم لنا دوافع الشخصيات وتأثيرهم على بعضهم، علاقاتهم، تأثير الماضي عليهم، مخاوفهم،أحلامهم، لنكتشف أنها نفس مخاوفنا وأحلامنا وآلامنا وهواجسنا أيضاً، هنا تتحول الدراما لتصبح مرآة وانعكاس لنا.
مثلاً في فيلم آسف على الإزعاج، يحكي لنا الفيلم عن المهندس حسن الشاب الطموح الذي لديه الكثير من الإختراعات، والذي تربطه بوالده علاقة أقرب للصداقة، يحكي له كل ما يحدث في حياته ويستشيره، لنكتشف أن والده في الحقيقة ميت!
عقل المهندس حسن يرفض فكرة موت والده وينكرها بل ويبني له عالم من حوله، هذا الموقف يشبه ما نتعرض له عندما نخسر شيئا/ شخص فنبدأ في الدخول في حالة إنكار "أنا كويس...محصلش حاجه...مفيش حاجه " أو يبدأ العقل في ابتكار عالم آخر حتى يحمينا من الصدمة.
فيلم آخر هو مثال مهم جداً فيلم"الليلة الأخيرة " من بطولة فاتن حمامة ومحمود مرسي، تستيقظ سيدة في ليلة فرح ابنتها وهي تعتقد أنها شخص آخر .
هذا الفيلم يطرح الكثير من الأسئلة الهامة حول الهوية، من يصدق الإنسان، هل يصدق صوته الداخلي ونفسه، ام يصدق قصة الآخرين عنه؟ ماذا يتبقى من الإنسان ومن يكون إذا نسي نفسه!
الدراما النفسية لا تشرح لنا بل تكتفي بأن تجعلنا نشعر وتفتح لنا باب على أوجاع الآخرين لنرى كم تشبه أوجاعنا،
التعليقات