من فيلم الهنا اللي أنا فيه: لماذا تروج لنا الدراما فكرة أن المرأة يمكنها أن تشارك زوجها مع آخرى؟

وجهة نظرك مهمة فعلًا، وبتفتح سؤال أكبر: هل الدراما بتعكس فعلاً واقعنا وقيمنا، ولا هي بتحاول تفرض تصورات معينة حتى لو بعيدة عن الفطرة والمنطق؟ كمان ليه لما يكون الفعل صادر من امرأة بيتصوَّر كـ(تضحية) بينما لو صدر من رجل بيتفسر كـ(خيانة أو ضعف)؟ هل دي مشكلة في المجتمع نفسه ولا في طريقة كتابة الدراما وتقديمها؟"

اتفق معكِ بالفعل هذا التنازل لم يكن خيار حر للمرأة إنما محاولة للبقاء داخل منظومة اجتماعية بتضغط عليها من كل اتجاه

يمكن فيه نساء بيبرروا ده برغبتهم في التضحية أو حماية البيت، لكن في العمق هو انعكاس لفكرة أعمق عن اختلال ميزان القوة بين الرجل والمرأة.

السؤال الأهم: هل المجتمع بيتغير فعلاً مع وعي النساء بحقوقهم، ولا لسه شايف التضحية والصمت معيار للقبول والاحترام ولمدى نبل هذه المرأة التي تضحي تضحيات بائسة للغاية ؟

ملاحظتك ذكية جدًا، وفعلاً يبان إن الزوجة ما قدمتش التنازل حبًا ولا تضحية خالصة، لكن بدافع المصلحة أو الخوف من المستقبل. وده يفتح سؤال مهم: هل التنازلات دي نابعة من قلب صادق، ولا مجرد استراتيجية للبقاء وسط ظروف صعبة؟

والأجمل إن الفن نفسه دايمًا بيعكس الفكرة دي في صور مختلفة زي ما ذكرت — سواء في الفيلم أو في مسلسل مصطفى شعبان — كأن الرسالة إن التضحية المفروضة أو اللي مبنية على خوف ومصلحة مش هتنتج استقرار حقيقي.

السؤال بقى: هل شايف إن الأعمال دي بتحاول توعي المشاهد بعمق الفكرة، ولا بتعيد تدوير نفس النمط المجتمعي بشكل جديد؟

الأزمة هو أن كثرة تمرير هذه الأفكار ستجعل الناس يصدقونها، خاصة البسطاء ومحدودي التفكير الذين لا يفلترون أي شيء يدخل عقلهم، أو لعل هذه في الأساس أفكار تعجب الرجال ويحلمون بها، بدل الزوجة اثنان، اثنان قمرات في البيت من أجل خدمته ورعايته!

بصراحة أنتم مرضى تتابعون التفاهات بالافلام والمسلسلات 

من قال أن كل الأفلام تفاهات؟! يمكن بعضها نعم لكن كثير منها غيّر مفاهيم وقوانين أحيانا مثل فيلم جعلوني مجرما للراحل فريد شوقي الذي غير قانون الجنايات والذي كان يوقف مستقبل صاحب السابقة الأولى حتى ولو تاب فيجعله منبوذ من المجتمع.

أيضا أريد حلاً (1975 – بطولة فاتن حمامة)

كشف معاناة النساء مع قوانين الأحوال الشخصية، وساهم في فتح النقاش حول تعديل قوانين الطلاق والخُلع في مصر.

أيضا من المسلسلات مسلسل "سجن النساء" (2014) والذي طرح قضايا تتعلق بالعدالة الجنائية، والعنف ضد النساء، وحياة المهمشات داخل السجون، مما أثار نقاشات حقوقية واسعة.

وهناك أفلام عالمية أيضا مثل Erin Brockovich (2000 – بطولة جوليا روبرتس)

مأخوذ عن قصة حقيقية لامرأة كشفت فضيحة تلوث المياه من شركة PG&E. الفيلم ساعد في توعية الرأي العام بقضايا البيئة، وقاد إلى قضايا جماعية ضخمة ضد الشركات الملوِّثة.

الأفلام والمسلسلات والفن عموما هو مرآة للمجتمع فهل بعد كل هذا لا تزال الأفلام والمسلسلات تافهة؟

المشكلة مش فينا إننا بنفكر ونناقش، المشكلة في اللي شايف النقاش تفاهة لأنه عاجز يشوف إن الفن بيعكس القيم اللي بتتزرع في وعي الناس. يمكن لو حاولت تفكر بدل ما تستخف، كنت فهمت إن الدراما مش مجرد تسلية.. دي صناعة رأي عام!