شاهدت فيلم THE SCENT OF WOMAN للرائع آلباتشينو وللحقيقة وباختصار لفتني الفيلم بقصته الرائعة التي باختصار تضع البطل ضمن إطار يجعله يتحمّل مسؤولية الفصل من الجامعة نهائياً بسبب أنّهُ تعهّد أن لا يشي بطالب قام بمخالفة قواعد الجامعة وهو كان شاهد على ذلك. 

بمثل هذا الأمر مثلاً: التورّط في التعهّد "طواعيةً" لشخص مسيء للجامعة بأن لا يشي به والتعرّض جرّاء ذلك لخطر الفصل النهائي من الجامعة، ألا يعد هذا الأمر سذاجة بلا أي معنى أو فائدة؟ من هذا المنطلق تنبّهت بأننا قد نقع بهذا الخطأ كثيراً، أن نقع فريسة لعهود قمنا بها فنتلزم بها على أنّها لا تحمّلنا إلا الغلط والخسارة بدون أي مقابل حقيقي. 

برأيي: العهد الوحيد الذي يجب الاحتفاظ به هو العهد الذي يحقق لي مصلحة شخصية (أو على الأقل الذي يُقطع لشخص صالح بريء يمكن أن يساعده هذا الأمر على تحسين حياته) أمّا عهود لخطّائين وفاسدين أو عهود بلا أي مصالح وفوائد سواء مادية أو معنوية فهذه العهود يجب أن تكون باطلة ويجب أن تُفسخ.

هناك من يقول أن لا أفسخ أو أنقض عهد ولو كان غلط أو صعب جداً أو بلا معنى. 

ألا ترون معي أن من يقوم بهذا الالتزامات هو يحمّل نفسه فقط أحمالاً زائدة لا تعود عليه ولا حتى بالرفعة الاخلاقية وبأنّ جهوده بلا معنى؟ ومن ثمّ حتى ولو اعتبرنا أنّ ما يقوم به بالتزامه بعهده الذي بلا معنى عملاً أخلاقياً، ما فائدة هذه الأعمال الأخلاقية التي لا يُرجى منها أي تقدّم مادي أو معنوي؟ ولا يرجى منها أي مصلحة لا لي ولا للآخرين؟ 

هذه كلّها أسئلة أحاول أن أصل بها إلى أهميّة أن نكون قادرين على إيقاف عهودنا الساذجة أحياناً، وأنت؟ هل تتفق مع ما أريد الوصول إليه أم لديك قناعات أخرى تستند عليها في هذا الأمر؟