العلل الصحيّة عادةً ما تدخل في الأفلام لتُشكّل قصص حب صعبة، فمن فيلم الخطأ في أقدارنا the fault in our stars إلى فيلم five steps apart إلى هذا الفيلم الذي هو موضوع نقاشنا: as soon as it gets تنتقل القصص بين أمراض مختلفة لحالة واحدة أو ربما لسؤال واحد: هل الحب يعلو فوق المشاكل الصحيّة؟.

ولأكون أكثر مباشرة في كلامي وسُرعة في الاستنتاج أقول: نعم. هذا ما يُثبته لا الفيلم وحده، بل كُل قصّة حب نسمعها يومياً في حياتنا اليوميّة، فمثلاً في الفيلم الذي نناقشه، هُناك علاقة تحدث بين نادلة مطعم لديها بنت مريضة، ورجل مُصاب بالوسواس القهري المُتعلق بالنظافة الشخصيّة، رغبته في استخدام نادلة واحدة في مطعم واحد وصحن واحد ومعيّن هي ما جمعتهم، يستكمل الفيلم ونرى أنّ قصّتهم استمرّت رغم كل الصعوبات واستطاعوا تتويج حبهم بعلاقة تعلو فوق المشاكل الصحيّة.

إذاً أين تكمن المُشكلة؟ 

وفي إجابة مُختصرة أيضاً: في الزواج. لإنّ الزواج شراكة طويلة الأمد، شراكة رتيبة من ذات الأفعال التي ستكرر يومياً لتغدو متعبة في علاقة بين شخص مريض وشخص سليم، سيغدو السليم عاجلاً أم ربما آجلاً خادماً لشريكه تماماً كما في العلاقة التي تجمع بنت سليمة في عائلة تعاني من الصمم، إنعدام السمع (وهنا أذكّر بفيلم coda) الحديث الذي استعرض هذه العلاقة بتميّز وكيف أنّها علاقة ثقيلة جداً ومتعبة. 

هناك الكثير من الأمثال العربية التي تؤكّد صعوبة هذا بالنسبة للزواج، مثلاً: "أهلك يحبّوكي غنيّة وزوجك يحبّك عفية". هناك الكثير من الدراسات التي أُجريت على هذا الموضوع في محاولة تشخيصية لسلوك الشركاء ورأى العلماء أنّ هناك احتمالية كبيرة للانفصال تحدث دائماً بين شريكين واحد منهم تعرّض للسرطان مؤخراً!

لذلك للتفريق بين ما يستعرضه الفيلم الذي ناقشناه اليوم من علاقة حب وبين ما تستعرضه الحياة في الزواج هناك فروق، وأنت؟ هل تجد أنّ هناك فروق فعلاً؟ وللعودة للسؤال الأصيل: هل تجد أنّ الحب يعلو فوق كل شيء؟ وخاصّة فوق المرض في العلاقة والزواج؟ ما هو رأيك في هذه المسألة؟