فير-زارا ، فيلم دراما رومانسية هندية من إخراج ياش تشوبرا. الفيلم من بطولة شاه روخ خان، بريتي زينتا وراني موكيرجي في الأدوار الرئيسية، ويعد هذا واحد من أكثر وأهم الأفلام الهندية رومانسية وأكثر الأفلام الرومانسية التي قرباً لي ليس لأن بطلة الفيلم كانت تشبه بشكل هائل حب فترة المراهقة شكلاً وموضوعاً ولكن لأن الفيلم قد كتب مواقف حياتية مررت بمثلها في ذات المشاعر وذات الشخصيات وحتى بعض الجمل في أجزاء كثيرة مع اختلاف المواقف بالطبع، والممتع والمخيف لي هو دقة وصف التفاصيل الصغيرة في الشخصيات، بل وتقلب الفيلم بأحداث غير متوقعة كثير منها رومانسي بالطبع والبعض منها درامي (مؤثر للغاية) الفيلم يعزف برقة وحرص لوحة جمالية من الوفاء في الحب والمشاعر الرومانسية الرقيقة التي تستمر بالبطل طوال 22 سنة من حياته عاشها داخل سجن متهم بتهمة كاذبة فقط من أجل حفاظه على شرف حبيبته والميثاق الذي وعد به ، وهو ما يدفع الواحد منا بعد مشاهدة الفيلم بالشعور بقوة الحب وقيمة الاخلاص في العلاقة الغير مشروط بوقت أو زمن أو حتى فرصة ولو بسيطة في الحصول على الشخص الذي تحبه، وبرغم الأحداث الرومانسية التي يتم المبالغة في تعظيم تفاصيلها كما هو متوقع من فيلم هندي، لكن هذا الفيلم على غير العادة كان رغم ذلك متكامل العناصر والتفاصيل ويقدم لك كم هائل من مشاعر الرومانسية والاخلاص والحب الذي نتمنى أن نعيش مثله في الحقيقة وهو ما دفعني في لحظة معينة لا شعورياً بالبكاء وهو شيء من النادر حدوثه ويدفعني لسؤال المساهمة الرئيسي ما الذي يجعلنا أوفياء في الحب هل هو الحبيب حينما نعيش علاقة حب معه إستثنائية أم هو مصدر داخلي لكوننا بالأساس أشخاص مخلصين للمبدأ نفسه أريد أجوبة صادقة للغاية لو سمحتم؟
فيلم veerzara ما الذي يجعلنا أوفياء في الحب؟
أعتقد أن الوفاء عموما نابع من كون الأشخاص مخلصين وعندما يتحد الوفاء مع قصة حب إستثنائية يعيش ويبقى
المختصر المفيد في الرأي .. لقد أوضحتي في سطر واحد ما أظن أنه التوصيف الصحيح
ولكن هل هذا يعني أنه لا يمكن أن نكون أوفياء بحسب هذا الرأي إذا لم (نجد قصة حب إستثنائية؟)
أظن أني أفهم وجهة نظرك ومتفهم لها ولا ألومك أو ألوم أي شخص يقوم بتطبيقها ولكن دعيني أفهم من حديثك اننا عندما تقد لنا الحياة خيار منطقي في الحب أو شخص مؤهل لأن نرتبط به فإننا سنفعل ونستسلم لهذا الاختيار لمجرد أن هناك صعوبة في الحفاظ على أمل لأن نستكمل القصة القديمة ونحولها بنهاية الأمر لذكرى جميلة نبتسم في حزن عند تذكرها .. هذا ما تحاولين قوله أليس كذلك؟
لعل ما يجعلنا اوفياء في الحب هو برمجتنا على الحب الوفي ، يمكن ان يقول البعض ان الوفاء في الحب يعتمد على مدى اخلاق الشخص ومستوى صدقه مع نفسه ومع محبوبة، لكن هذه اجابة عاطفية وليست منطقية اطلاقا، لان الواقع يذكرنا دوما بوجود اشخاص يحبون فعلا لكن قد يخونون او يخافون أو تواجههم ضروف تختلط عليهم الامور .
لذلك لا يمكن الحقيقة ان البرمجة هي التي تخلص سلوكات الحب أما الشعور فهور ثابت بين الجميع....
لنقارن بين 3 اجيال متباعدة في سلوكاتهم حول الوفاء في الحب ونلاحط مثلا الاجيال القديمة جدا، كان الشخص يمكن ان يحب اخر بالسماع عنه فقط من الناس، عنتر وعبلة احبا بعضهما من بعيد وحتى في اشعار الاولين دائما ما يحب الرجل امرأة في نظرة واحدة ويكتب فيها القصائد او يقيم لها البطولات وهي لا تعرف عنه شيء، ويحدث ان تسمع ما يقول فيها فتسر له وتحبه ايضا ويكون حبا ابديا .
في اجيالنا اجيال السبعينات والثمانينات والتسعينات كانت سلوكيات الحب قد تطورت بحيث ان الشخص قد يحب أخر ولكن قد تحدث ضروف معينة تمنع استمرار الحب ، فيحارب الشريكين لاتمام الحب لكن إذا لم يتم سيحمل الحب في القلوب خصوصا النساء ، تحتفظ بحبها لكن في اغلب الحالات ستحاول الدخول في ارتباط مع اخر لكن يبقى الحب للحبيب الاول ، فالحب في هذا الجيل حب صعب الاستبدال لان البرمجة العامة حول الحب هي ان هناك نسة وأمان وضمان في وجود الوفاء بين المتحابين .
لكن في الاجيال الحالية الحب ليس للحبيب الاول ولا للحبيب الاجمل ويمكن استبدال الحبيب في اي وقت حتى بدون ظروف ولي باعنا خسر دلعنا ...بسبب ان الشباب اليوم برمجوا على ان لا شيء مضمون في العلاقات وان الخيانة واردة في الجميع، فيبدأ الشك قبل ان تبدأ العلاقة وعلى ذلك الأساس ينتج ما يسمى بالحب المعلب ، بحيث يكون الحب مجرد قالب لكن محتواه قابل للملئ في أي وقت من اي شخص .
هذا جواب منطقي جداً وعاطفي لكن لم أكون أقصد تلك الطبيعة التحليلية الدقيقة للفكرة رغم أني قد أستمتع بنقاشها معك لكن أنا أرغب في أن يكون السؤال شخصي عن مشاعرك وما الذي يتحكم فيها في بناء علاقة وفاء أبدية تقترب من القصص الرومانسية الخيالية ، هل هو مواصفات الشخص الذي نحبه .. أم طبيعتنا نفسها في أن الشخص يجب أن يكون وفياً بعهده مهما كانت كل المؤشرات حوله حتى من حبيبه نفسه تقول العكس ؟
إذاً إستناداً لكلامك
بناء على رومنسية الافلام ، من المؤكد اني سأميل الى القول بأن وفاء الشخص هو ما يخلق قصة كهذه.
يمكننا القول أن وفاء الشخص مصدره الأساسي هو الوفاء النابع من الشخص نفسه وليس الشخص الذي أمامه أي أن الأخلاص داخلي وليس مصدره مثلاً مقابلة شخص إستثنائي وقصة حب ذات مواصفات خاصة .. أهذا ما تحاولي قوله؟
أعتقد ان بعض الناس يعتقدون أن الحب هو شعور قوي وعاطفي يجعلهم يرتبطون بشخص ما ويتمنون أن يكونوا معه دائما، وبالتالي، فإن الوفاء هو تعبير عن هذا الشعور والرغبة، كما ان البعض يعتقد أن الحب هو قرار واختيار يجعلهم يلتزمون بشخص ما ويقدمون له كل ما لديهم من مشاعر وأفعال.
و لكن لا يمكن أن يكون هناك وفاء حقيقي إلا إذا كان هناك توافق ومطابقة بين الشريك والذات في تعريف وتفسير الحب والوفاء. فإذا كان كل منهما يفهم الحب والوفاء بطريقة مختلفة عن الآخر، فقد يحدث خلل وصراع وانفصال.
رأي منطقي ولكن دعني أتأكد من نقطة هامة أنت تقول ببساطة أن الوفاء بين شخصين (لكي يتحقق) يجب أن يكون هناك
توافق ومطابقة بين الشريك والذات في تعريف وتفسير الحب والوفاء. فإذا كان كل منهما يفهم الحب والوفاء بطريقة مختلفة عن الآخر، فقد يحدث خلل وصراع وانفصال.
وهذا يعني وفق لهذا التعريف أن وجود بعض الاختلافات بين الشخصين ستدفعهم بشكلاً ما مع الوقت عن أن لا يكونوا أوفياء؟
التعليقات