شاهدت مؤخرًا فيلم The Butterfly Effect، المستوحى من نظرية تأثير الفراشة التي تقوم على مبدأ أن الأحداث الصغيرة التي لا يلاحظها أحد هل التي تؤدي إلى الأحداث والتغيرات المؤثرة فعلا في أحداث وأماكن قد لا تبدو ذات صلة.

الفيلم يتناول قصة شاب تمكن بطريقة معينة من العودة إلى الماضي وتغيير أحداثه، فتمكن بذلك تغيير حدث معين في الماضي أثر على حبيبته حتى انتحرت. فأصبح يعود بالزمن مرارا وتكرارا ويغير أحداثا صغيرة معينة، ولكن الأمور لم تكن كلها تسير كما يريد، بل حتى أنها كانت تسوء في بعض الأحيان.

برأيي الفيلم يستحق المشاهدة، ولكنه ليس مبهر بنظري، فما دفعني إلى مناقشته هو النظرية التي يطرحها، والتي أجدها فعلا صحيحة وواقعية، فاختياري لاختصاص الترجمة نبع عن حبي للأغاني باللغات المختلفي منذ الصغر، ونتج عن اختيار هذه المهنة أمور أخرى ترسم مسار حياتي. وحبي لتلك الأغاني بدأ منذ سماع أغنية بالسيارة مع أحد الأقارب عندما كنت في عمر صغير، فبكلمات أخرى، اختيار أحدهم لأغنية معينة كان كفيلا برسم مسار لحياتي. 

فحتى الأحداث سلبية، عندما نتعقب سببها، نصل في نهاية المطاف إلى حدث صغير جدا، ولكن مع ذلك، لو تمكن من العودة بالزمن كبطل الفيلم، لم أكن لأغير شيئا، فقد أتمكن من تجنب حدث سلبي ولكن ربما بذلك سأمنع حدث إيجابي وسأحرم نفسي من عظمة التعلم والتطور، وأنا من جهة أخرى مؤمنة بالعظمة الإلهية في رسم الأقدار. 

فماذا عنكم؟ ما الذي كنتم ستغيرونه لو تمكنتم من العودة بالزمن؟ وهل تؤمنون بذلك التأثير العظيم للأحداث الصغيرة كما تدعي النظرية؟