في فيلم أحمد السقا "الجزيرة 1" قال منصور الحفني: من النهاردة مفيش حكومة أنا الحكومة.

القصة واقعية وحدثت بالفعل، وهناك صحافيين ذكروها في روايتهم وقرأتها بالفعل، وكان الوضع مخيف جدًا أكثر من الفيلم بكثير، ولكن ماذا تعني تلك الجملة بالنسبة لكم؟ هل تعني القوة أم التمرد أم الغضب؟ أعتقد أنها تحمل في طياتها كل ما سبق.

أحاول تذكر لحظات التمرد في حياتي، والأسباب التي دفعتني إليها، والنتائج المترتبة عليها، ولكني لا أتذكر أني تمردت كثيرًا، وهذا ما يؤلمني حقًا لأن البشر بحاجة للتمرد مرة واحدة على الأقل كل سنة لحماية صحتهم النفسية.

من تجربتي أستطيع القول أن التمرد ليس بالضرورة أن يكون تمرد سلبي بالعكس قد يأتي التمرد بفوائد إيجابية، منها:

1- التعلم من الأخطاء

في صغري أمي أخبرتنا أن نترك اللعب أمام المنزل، ولكننا تمردنا ولم نستمع إليها وكانت النتيجة أني ذهبت للمستشفي وقام الطبيب بتضميد جرحي بثلاث غرز بدون مخدر بسبب زجاجة كنا نلعب بها، وهذا كان أول درس في حياتي، وهو أن التمرد قد يؤذينا لا أنكر ذلك، ولكنه يساعدنا على التعلم من أخطائنا.

2- تعلم اتخاذ القرارات

التمرد واتخاذ القرارات وجهان لعملة واحدة؛ فلا يوجد تمرد إلا وصاحبه قرار جديد فسواء تمردنا على الحياة أو على أنفسنا وقتها سنتمرد على كل ما هو قديم وسنبدأ بدستور جديد، هذا الدستور في حد ذاته قرار. 

3- الثقة بالنفس

لا يوجد على الكوكب كائن يثق في نفسه أكثر من الأطفال؛ لأنهم لا يخافون شيء ولا يثقون في أحد سوى أنفسهم، وتلك الثقة نابعة من شيئان التمرد وتجربة كل ما هو جديد، التمرد يعني كسر القواعد ولن يكسر القواعد سوى شخص واثق جدًا من نفسه.

4- تعلم المخاطرة

في مقولة جميلة جدًا في الإدارة قرأتها لدكتور إيهاب فكري، يقول فيها: أدرس الواقع جيدًا قبل التمرد عليه.

التمرد في حد ذاته مخاطرة؛ لأن كما ذكرنا في النقطة السابقة أننا بصدد كسر القواعد، وتدمير شيء موجود بالفعل من أجل بناء شيء أخر، كل هذا يعتبر مخاطرة؛ لأنك لا تعرف النتائج، وأيّ شيء لا تضمن عواقبه فهو أكبر مخاطرة.

5- التحول من شخص شجاع لشخص مغامر وقوي

لو تجمعت كل الصفات السابقة كالثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار، والتعلم من الأخطاء والمخاطرة في شخص واحد سيتحول بديهيًا من شخص شجاع لشخص يهوى المغامرة والمخاطرة. 

الآن أخبروني عن لحظات تمردكم، وهل كان تمردكم سلبي أم إيجابي؟ وهل سبق وتمردتم على الحياة أو عائلاتكم أو حتى أنفسكم؟