كلنا فاسدون لا أستثني أحد" هذه الجملة الشهيرة التي صرخ بها أحمد ذكي في فيلم ضد الحكومة وهو يحاول ويتصارع فقط من أجل محاسبة المخطئين الحقيقين والمسئولين عن كارثة حادث اصطدام اوتوبيس مدرسة بقطار.

خرجت هذه الصرخة من الدراما، لتحدث في الواقع، آخرها ما حدث منذ يومين حادثة الطريق الإقليمي بالمنوفية، الحادثة التي راح ضحيتها 19 زهرة في مقتبل العمر، حاولت جاهدة خلال اليومين الماضيين تجنب مشاهدة أو معرفة أي أخبار عن الحادث، بت أشعر أننا في طابور انتظار غير مرئي، في انتظار ذبحنا بطريقة أو بأخرى.

حاولت تجنب الحادث حتى شاهدت مقطع فيديو لإحدى السيدات التي فقدت طفلتها، يبدو أن السيدة تعاني في صمت وذهول، يبدو أنها لا تستوعب الحدث" محدش يصوت بنتي بتخاف" والله ذكرني هذا المقطع بمشهد المرأة الغزاوية" ماتوا وهما جعانين" وطفلها يمسك لقمة خبز بيده وهو ميت!

حادثة الطريق الإقليمي لن تكون الأخيرة، طالما كل مرة يلصقون التهمة للسائق أو عامل التحويلة، أي حد يصلح لأن يكون كبش فداء، حتى يحافظ المسئولون على مقاعدهم، حتى لا تتم محاسبة المسؤولين الحقيقين.

طرق ندفع ثمنها من ضرائب أرهقت المواطنين، ندفع ثمنها من قوتنا وقوت أولادنا، حتى هؤلاء الفتيات خرجن للعمل من أجل يوميات بائسة، من أجل 130جنيه يوميا حوالي 2 دولار ونصف، سواء لتجهيز أنفسهن للزواج أو الدراسة أو حتى المساهمة في مصاريف البيت، وكل ذلك من أجل أن تتغذى الرأسمالية التي لا تشبع، سواء أصحاب مزارع يجنون آلاف الدولارات، ومسئولون فوق المحاسبة طالما أن هناك دائما من سيكون كبش فداء.

في هذا السياق، مجتمع صامت وشعب ساكت، فساد يصل إلى الأعناق، مسئولون يعرفون أنهم فوق المحاسبة، يتحول الفن إلى منصة احتجاج، محكمة بديلة محكمة شعبية لأن المحاكمة الحقيقية لن تحدث، ربما هذه إحدى فوائد الفن وأحد أسباب لماذا نحتاج الفن.

في رأيكم عندما تصبح كلنا فاسدون كيف سندفع الثمن ؟