يطرح الفيلم الكوري poetry زاوية جديدة لقضايا الإغتصاب، زاوية أهل الجاني، حيث نرى الجدة التي تشبه نساء كثيرات من حولنا في مجتمعاتنا العربية، المرأة الفقيرة العجوز التي تعمل كخادمة بدأ الزهايمر يزحف ليحتل عقلها، وبدلاً من أن تنشغل بنفسها، تضع الظروف أمامها قضية حفيدها المراهق الذي ربته بمفردها، حيث يتم إتهامه هو ومجموعة من أصدقائه باغتصاب فتاة. وتبدأ بتحميل نفسها مسؤولية فعل حفيدها رغم أنها ربته ولم تقصر معه.
ذكرني هذا بحال الكثيرات في بلادنا العربية، فكم من نساء يتحملن مسئوليات ليست مسئولياتهن، رجال يرحلون سواء للعمل أو حتى يتركون الجمل بما حمل، فتجد المرأة نفسها بمفردها مع الأطفال لتتحول إلى الأب والأم، وعند ارتكاب الصغار لأي خطأ تُلام المرأة!!
ذكرني الفيلم أيضاً بما كتبته إحدى النساء على صفحات التواصل الإجتماعي، حيث تعلم أن زوجها خائن ومتحرش، قد أصبحت هذه الزوجة تخشى تصفح هاتف زوجها لأنها ستجد دلائل خيانته، حاولت الطلاق لم تجد أحد يدعمها، تحاول التغافل وأن تغمض عينيها عن سلاسل خيانته المتتالية لها حفاظاً على صحتها النفسية ولكن هناك هاجس واحد يؤرقها ويقض مضجعها اليوم الذي ستجد فيه زوجها قد أصبح ترند، بطل إحدى الفضائح التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم.
المضحك أن تعليقات الناس لم تخل من توجيه أصابع الإتهام إلى الزوجة!!
يذكرني الفيلم أيضاً بالرموز القديمة في الهند واليونان، حيث كانوا يجسدون النساء كأعمدة تحمل المعابد فوق رؤوسهن.
إذن هذا الوضع ليس وليد عصرنا الحديث، إنما هو وضع قديم منذ آلاف السنين تتحمل المرأة مسئوليات فوق طاقتها وتُلام حتى إذا قامت بأي شكوى، بالطبع أجدني اتسأل لماذا تدفع النساء ثمن اختيارات لم يقمن بها؟
التعليقات