Inception إلى أي مدى يمكن أن تصل المنافسة في مجال الأعمال؟

أفكّر في أمر مشابه في الآونة الأخيرة، حيث أرى أن التلاعب بشكل عام هو سمة العصر. على سبيل المثال، لدينا أزمة تاريخية سابقة كانت في مشهد الانتخابات الأمريكية قبل الأخيرة المثير للجدل، حيث الأزمة الحقيقية والتصاعدية بين إدارة شركة Meta -فيسبوك سابقًا- والإدارة الأمريكية والكونجرس، عندما تم اتهام منصة عملاقة من أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم بالتلاعب بعقول الناخبين ودفهم بشكل غير مباشر نحو تغيير اختياراتهم. أظن أن الأمر بدأ من فترة طويلة، لكن بطريقة مغايرة إلى الطرق التخيّلية في أفلام الخيال العلمي. بدأ في هيئة جديدة لم نألفها بعد على الرغم من نتائج تلاعبها الحقيقية التي جسّدت نفسها في واقعنا.

التلاعب بالأفكار أمر قديم جداً ويستخدمه الانسان بشكل شبه دائم للحفاظ على مصالحه، سمعت مرّة عن قصة وصول أدولف هتلر إلى السلطة وكان عبر غسيل دماغ للشعب وإدخال فكرة مغلوطة بقالب عاطفي جذاب:

• أنه يجب علينا التخلص من الديون الفرنسية والسيطرة من قبلها
• أن نستقل ونحافظ على قوتنا

واستطاع بذلك الوصول فعلاً إلى عرشه، حتى بعد الفشل الأولي بالانتخابات

وبعد ذلك أقنع الكل بالحرب.

مؤخراً تقوم الكثير من الشركات بفعل ذلك في الكثير من القضايا، مثل قضية ترامب!

حيث تبيّن أنّهُ قد موّل شركة analatica للتلاعب بالرأي الشعبي في الولايات المتحدة عبر إدخال حملات تسويقية مهتمة باللعب على أفكار الدماغ والتأثير على التصويت، يبدو أنّهُ نجح ووصل لما يريده بأربع سنوات!

ما يعنيني من الأمر أنني لاحظت بأنّنا ما زلنا نرى شركات كثيرة مهتمة بهذا الأمر ولكن من بُعد مجموعي، الخوف أن يكون هناك من يهتم بها بشكل فردي وبالاسم، مُهتم جداً إن كنت تملكين قصص عن هذا الأمر.

لا شك ان سرقة الأفكار من أهم الأشياء التي يجب على رواد الأعمال الطموحين القلق بشأنها ، وأكثر ما يثير هذه المخاوف هو القصص التي يسمعها الناس عن الآخرين الذين سُلبوا من الشهرة والثروة لأن أحدهم هرب بفكرتهم الكبيرة. إنه يحدث بالفعل ، لكنه نادر جدًا.

لأن كل شيء تقريبًا عبارة عن تطور لشيء آخر فلا يوجد جديد تحت الشمس ، لذلك من السهل استنتاج أن شخصًا ما سرق فكرة عندما وجد ببساطة مسارًا مختلفًا لجعل فكرة مماثلة حقيقة واقعة.

الفكرة مثل الأكسجين. إنه محفز. مثلها مثل الشرارة التي تخلق رد فعل عندما تقترن ببعض العناصر الأخرى. بعض ردود الفعل تتلاشى والبعض الآخر ينفجر. وفي الحقيقة فإن ما يجب أن نقلق بشأن حمايته هو كيف نصنع رد فعل متفجر ؟

فالإجراءات التي تتخذها لخلق ردود فعل إيجابية بين أولئك الذين سيشترون فكرتك لها قيمة. هذا ما قد يرغب بعض الناس في سرقته. وهذا ما تحتاج إلى حمايته. لا يمكن لأحد أن يسرق فكرتك ، لكن يمكنه اتخاذ إجراءات تخلق ردود فعل مختلفة. يمكنهم تنفيذ نسخة مختلفة أو أفضل من فكرتك.

التلاعب قديم قدم الزمان فعلًا وربما الفرق بين التلاعب الواقعي وما حدث في الفيلم أن التلاعب يحدث في الفيلم بدون أن يدرك الشخص أنه يتم التلاعب به بل قد يعتقد أيضًا أن هذه الفكرة هي من بنات أفكاره وليست دخيلة عليه وبالتالي كيف أعرف حقًا هل هذه الفكرة فكرتي أم أن أحدهم قد وضعها بعقلي؟

أما سرقة الأفكار فرغم قيمتها الكبيرة إلا أنني أراها ليست بتلك القوة إن لم يكن الأمر براءة اختراع مثلًا. فإن كانت هناك فكرة جيدة فهي لن تصبح مصدر نجاح إلا عند تنفيذها والمهم هو جودة التنفيذ. فمثلًا شركات مثل أوبر وكريم وديدي تنفذ نفس الفكرة وقد يكون أحدها قد سبق الآخر ولكن كل ما نعلمه الآن هو المقارنة بين المميزات لاختيار المنتج الأفضل لنا.

 هل سيكون هذا أسهل من صرف مبالغ طائلة على تطوير الشركة والدعاية لها؟

حتى لو تمكنت شركة من وضع فكرة غبية داخل عقول أحد المنافسين فستواجه دائمًا منافسة من جهة أخرى لذلك في رأيي المهم هو العمل دومًا على التطوير أولًا بأول وحينها لن تحتاج لمثل تلك الأساليب.

اريد ان اسئلك سؤال عن اسم فلم اتذكر قصته ولكني لا اتذكر اسمه وقصته هي بأن هناك شخصان يتزوجانعلى ورقة فقط لقدرة على الاقامة في الدولة

أولًا أريد أن أذكر أني شاهدت هذا الفيلم أكثر من مرة وحقًا بكل مرة أكون بمثل اندهاش أول مرة، يعتبر من الأفلام المفضلة في قائمتي.

أعتقد أن الفيلم الجديد يجب أن يناقش موضوع حماية الملكية الفكرية من مخترقين العقول عن طريق إضافة رقاقة صغيرة بعقل كل شخص فور ولادته لتسجيل أفكاره لحظة بلحظة، وقتها من الممكن أيضًا أن نتحدث عن بطل الفيلم الذي يسعى جاهدًا لإيقاف تلك الشريحة عن العمل أو إتلافها من أجل إتمام عملية الاختراق، الآن فقط اقتنعت أني أصلح لكتابة أفلام الخيال العلمي.

ثانيًا أحييك على فكرتك بالفيلم الجديد، تخيلته حقًا، سيكون رائع إذا تم تنفيذه، لا أعلم ربما يُكتب كرواية أيضًا وإذا أردتي يمكننا التناقش في تلك النقطة والبدء بتنفيذ رواية له.

أنا أتساءل هل سرقة أفكار الآخرين أفضل أم إدخال فكرة غبية في عقولهم أفضل؟

بالتأكيد كلتاهما أسوأ من بعضهما البعض، وبالتأكيد لن تكون هناك فكرة سيئة أفضل من أخري، لكن دعينا نذكر أيهما ستكون أصعب!

في أعتقادي أن الأخيرة ستكون أصعب، لأن كل منا له عقل مُفكر فإقناعك بفكرة غبية ستكون صعبة وتحتاج لمجهود وربما بعض الدلائل والبراهين لتشتت العقل وتجعله يتبع الفكرة الغبية وينفذها.

الآن وقت المناقشة؛ لذا اطلقوا العنان لخيالكم وأخبروني ماذا ستفعلون لو تم اختراق أفكاركم أو حصلتم على فكرة غبية فجأة وقررتم تنفيذها؟

ذكرتني عندما كنت بالمرحلة الإعدادية وكانت لي تساؤل كبير عن كيفية عمل عصب تم الضرر به وسبب شلل لشخص ما، وبدأت بالتفكير وابتكار حلول وساعدتني إحدى صديقاتي، فأخبرتني أمي ماذا لو تمت سرقة فكرتك وقالت أنها ملكها، وقتها لم أفكر وأجبت أمي قائلة إن كانت تقبلها فلتفعلها.

كنت ولازلت متسامحة مع نفسي، وأساعد الأخرين وأقبل بمساعدتهم إن احتجت، ولا أمانع أبدًا إن أخذ أحدهم فكرتي وأنسبها له تعتقدين أن هذه سلبية!

ربما تكون كذلك لكن من وجهة نظري، أن صاحب الفكرة هو الأساس، جيدًا لها أخذت فكرة مني لكن في المستقبل إن طلب منها فكرة جديدة لن تستطيع لأنها سرقت الأولي، وصلكِ ما أقصده هبه؟

إذًا من يريد سرقة الأفكار لا بأس، يكفي أنه يعلم أنها أفكار جيدة ليست عنده، وسيقع بشر أعماله مستقبلًا، وبالنسبة لزرع فكرة غبية كما قلت لن أقتنع بسهولة لما لدي من عقل ولكن وإن حدث فكما قلتي سأتعلم من سقطتي وأقوم أقوي.