لاشك أن سلسلة أفلام جيمس بوند، تعتبر واحدة من أشهر سلاسل الأفلام في التاريخ. بداية من ١٩٦٢ عندما قدم شين كونري بطولة فيلم Dr.No وحتى لحظة كتابة هذه السطور.
لكن No Time To Die تميز بأنه واحد من أكثر الأفلام ترقبا من جمهور بوند حول العالم. بسبب تأجيل عرض الفيلم أكثر من مرة، الإعلان الشيق للفيلم، والذي لعب على كل الأوتار الحساسة لمحبي السلسلة. حيث قدم لهم فتيات جميلات، سيارات مبهرة، أدوات قاتلة من التي اشتهر بها بوند. أما المشاهد المصري فكان عنده سبب اضافي للتحمس للفيلم، وهو مشاركة المصري من أصول أمريكية (رامي مالك) في دور شرير الفيلم.
يبدأ No Time To Die بداية معهودة لأفلام بوند، حيث نراه وقد قرر التقاعد من العمل الاستخباراتي، لكن عودة منظمة (سبكتر) للواجهة ومحاولتها اغتياله، يجبره على خوض غمار الأحداث مجددا والتعاون مع المخابرات الأمريكية هذه المرة، توطئة لعودته العمل من جديد. لمنع رجل مجنون من ضرب العالم بسلاح بيولوجي من شأنه تهديد بقاء الكوكب بأكمله.
الرائع في No Time To Die هو أنه احترم التطور الزمني للسلسلة. نرى اليوم بوند مختلف عن بوند الذي بدأنا معه المشاهدة في سلسلة الأفلام التي قام ببطولتها دانيل كريج. نراه أقل شهوانية، أكثر عاطفية، حتى أننى نرى جوانب أخرى من شخصيته كأب وزوج! كنا قد تعودنا مع سلاسل جيمس بوند أن كل مغامرة تنفصل عن السابقة لها تماما. لكن هذه السلسلة تختلف.
على الرغم من اقتراب الفيلم من ٣ ساعات كزمن عرض، لكنه غير ممل اطلاقا، حيث اعتمد السيناريو على فكرة الـ(ثلاث أثلاث) الشهيرة. حيث يمكن تقسيم الفيلم لثلاث افلام قصيرة مدة كل واحد ساعة
وازن الاخراج بين عشاق بوند القدامى، وقدم لهم مشهد اطلاق الرصاصة الذي تشتهر به كل اعمال بوند، مع السيارة ماركة Aston Martin والساعة التي تفجر الأشياء عن بعد وكل ألعاب (النوستالجيا) تلك، لكنه لم يخسر فرصة صناعة جمهور جديد، من خلال تغيير النمط القتالي لبوند خاصة عند الاشتباك الجسدي، ليكون أشبه بسلسلة John wick الى حد ما.
لا يوجد فيلم بدون عيوب.. ويحز في نفسي أن يكون العيب الأساسي No Time To Die هي ابن بلادي رامي مالك.. الذي قدم أضعف أداء لشرير في أفلام جيمس بوند، لكن أعتقد ان السيناريو اختصر الكثير من مساحة دوره، حتى أنه لم يقدم تفسيرات عن لماذا يريد افناء البشرية وما الذي أوصله لهذه الدرجة من الجنون.
No Time To Die هو أفضل ختام ممكن لسلسلة الافلام التي سيودعها دانيل كريج. لكن بالتأكيد سنستمر في مشاهدة سلاسل جديدة عن ضابط المخابرات البريطاني الذي أذهل العالم لسنوات.
التعليقات