مؤخرا وبالسنوات الأخيرة، انتشر التسويق بالميمز على كافة منصات التواصل الاجتماعي، نراها بكل مكان كشركات كبيرة أو حتى صفحات تجارية كبيرة، وهي فعالة جدا، تنتشر مثل النار في الهشيم، والكل ينجذب لها، لكن إن أخطئت الشركة في صنع هذا الميمز، فكل هذا سيأتي بنتائج أكثر سلبية. لذا السؤال كيف نضمن أن نطبق هذه الاستراتيجية بطريقة فعالة تخدم أهدافنا لترويج المنتج؟
أنا أخشى أن هذا قد ينحرف بنا إلى الاتجاه العكسي لأن هناك شعرة رفيعة جدًا بين الكوميديا والابتذال واستحضار الضحك.
لأوقات عديدة تسببت هذه الطريقة في الابتذال لابتعادي والغاء متابعتي للصفحات أو الشركات التي تلهث وراء التريند فقط بدون أن يكون مفيدا أو استخدام مميز مبتذل، لذا أرى أنه يجب الاختيار بعناية ما هو الشيء المناسب لمحتوى الشركة ومرتبط بها ومحاولة صنع كوميديا أصيلة خاصة بالشركة نفسها على سبيل المثال شركة مشروبات يمكنها أن تصنع كوميديا خاصة بمنتجهم من موقف مثل أن المشروبات الغازية تم انتاجها للشرب وليس لصيد الأسماك أو منتجنا جيد لدرجة أن الأسماك تفضله وهذا اسقاط على الفيديوهات المنتشرة عن استخدام المشروبات في صيد الأسماك.
ومعرفة جمهورك شيء مهم لتعرف أي نوع بالنسبة لهم ابتذال وأيهم كوميديا ويمكنهم تقبله.
وأخيرا متابعة كل ما هو جديد من التريند والمميز واختيار الأنسب منها وما يتوافق مع الشركة واستخدامه في نفس وقت التريند ولا ننساق وراء التريند المبتذل والذي يكون بعيد عن أفكار الشركة نفسها.
من المهم أن يعتمد صناع الإعلانات على الشركات المتخصصة في الإستبيانات المتعلقة بأكثر الفئات التي تستقطب وتجذب الإعلانات وتفضيلاتهم، ومن المهم أيضا أن تفهم تفضيلات جمهورك واهتماماتهم من أجل تقديم المحتوى المناسب لذلك، مع الحفاظ على إطار الأخلاق والقيم ويكون هو العامل الأساسي للتقييم
مع الحفاظ على إطار الأخلاق والقيم ويكون هو العامل الأساسي للتقييم
في كثير من الأحيان يغفل صنّاع الإعلانات عن هذا العنصر مع أنه إذا فسد ستفسد الخطة كلها؛ ويغفلون أيضًا عن أنّ هذا سوف يرتبط باسم الشركة فترة طويلة، بل سيوشك على أنْ يكون جانبًا من سُمعتها وسيكون من الصعب جدًا محوه وستخسر الكثير من العملاء نتيجة له. لماذا يغفلون عنه؟ لأنهم يكونون متسرعين في لحاق التريند والضرب على الحديد وهو ساخن فيوقعهم هذا في المتاعب والمشكلات ويرتبط اسم الشركة لفترة طويلة بحملة تسويقية غير أخلاقية.
أؤيدك هذا الرأي ولكن ماذا لو وضعنا أنفسنا محلهم للرد، سيكون الرد بأنها من المسائل الإبداعية خاصة بأن الإعلام ووسائل التواصل مليئة بمثل هذه الجمل والإيحائات، وليس عليهم توضيح الفكرة لأن كل شخص يفهمها من وجهة نظرة، وأخيرا يتم الرهان على المنتج في النهاية وجودته
أنا أخشى أن هذا قد ينحرف بنا إلى الاتجاه العكسي لأن هناك شعرة رفيعة جدًا بين الكوميديا والابتذال واستحضار الضحك.
هذا ناتج عن تعامل بعض الشركات دون أي احترافية واتخاذ أي تريند جديد كوسيلة تسويقية حتى لو كان التريند نفسه سيئ، وأعتقد أننا رأينا ذلك في الفترة السابقة مع الميمز الخاصة ب "بيومي فؤاد وموضوع السعودية"، وحرفيًا أنا شاهدت نفس الميم بنفس الكلمات مُستخدم من شركات وأفراد للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم، ومن خلال متابعتي للتعليقات، النتائج كانت تحقق ظهور وقتي لكنها لن تجلب عملاء واقعيين، وخصوصًا لو أن مستخدمي الميم من أصحاب المنتجات والخدمات ذات قيمة وجودة رفيعة، فهنا استغلال التريند هو في الحقيقة عدم تقدير للموقف، وعدم فهم للجمهور المستهدف وكيفية تقديم الخدمات له حتى لو كانت بصورة كوميدية.
فهنا استغلال التريند هو في الحقيقة عدم تقدير للموقف، وعدم فهم للجمهور المستهدفا
الأولى أن يتم هذا بتروي مع توقع للنتائج وردود الفعل من الناس، فقد يكون استغلال الحدث وربطه بالعلامة التجارية نهج تسويقي جيد فعلًا، ولكنه يجب ألا يتم دون نظرة واقعية للأمور، وتغافل عن نقطة أنّ السوشيال ميديا لا ترحم وأنَ أي غلطة ستخلق تحسسًا لدى الجمهور الذي لن يقبل بذلك منك. من الجيد أن نسعى لأن تشتهر العلامة التجارية، ولكن السيء حقًا هو أن تشتهر بحادثةٍ سلبية.
ولكنه يجب ألا يتم دون نظرة واقعية للأمور، وتغافل عن نقطة أنّ السوشيال ميديا لا ترحم وأنَ أي غلطة ستخلق تحسسًا لدى الجمهور الذي لن يقبل بذلك منك
بجانب إدراك أن بعض القطاعات حساسة، كالقطاعات الطبية مثلًا، جمهورها المستهدف هم المرضى، والمريض يهمه احترافية الطبيب مهما كان تخصصه حتى لو كان سيدفع له مبلغًا طائلًا، فلو أن أحد الكُتاب التسويقيين لعيادة مثلًا، قام باستغلال تريند أو ميم هابط للترويج لخدمات العيادة أو عمل خصومات أو ما شابه، هنا النتيجة ستكون سلبية جدًا جدًا، لأن هناك صورة نمطية في عقول الناس أن الطبيب هو شخص ذو مكانة مرموقة ويجب أن يحافظ على هذا المنظور.
للأسف أغلب الأمثلة المستخدمة عربيا على شاكلة التسويق بالميمز لما حدث مع بيومي فؤاد، المشكلة أن هناك عدد كبير يتعامل مع الموضوع بفكاهة ولا ينظر لسلبية الأمر إلا القليل، لكن لو نظرنا للجانب الأجنبي، فهناك تطبيق أفضل لهذا النوع من التسويق، ودقة من الشركات في اختيار الميمز المناسب المعبر عن المنتج والذي يرسخ العلامة التجارية بقوة في أذهان العملاء.
هم أيضا لهم قصصهم ومشاكلهم الخاصة، ويؤخذ عليهم أيضًا بعض الأمور أحيانًا. أذكر أنني شاهدت إعلانا كان من المفترض أنه سيضحك المشاهدين، ولكنه دخل في سكة العنصرية على أصحاب البشرة السمراء، وآخر اُتهم صناعة بالتحيز ضد المرأة مع أن غرضهم كان الكوميديا.
كيف نضمن أن نطبق هذه الاستراتيجية بطريقة فعالة تخدم أهدافنا لترويج المنتج؟
فقط عندما تفهم الشركات أن تلك الطريقة ليست مناسبة على الدوام للتسويق للمنتجات أو الخدمات، لأن التسويق في أساسه له أخلاقيات وقواعد، وتلك الطريقة قد تتجاوز في كثير من الأحيان تلك القواعد أو الأخلاقيات، لأنها تعتمد على الترند، والترند في أغلب الأحيان يكون مبتذل أو غير لائق كاستغلال قضية إنسانية والإعلان عن دعمها فقط لكسب ولاء العملاء، أو التشهير بأحد الأشخاص وجعله محل سخرية لتحقيق الضحك والأرباح من ورائه، ولهذا يقع على جهود فريق التسويق أن يكون على درجة من الوعي والذكاء ما يجعله يستغل بشكل مناسب ما قد يجذب المستخدمين وأن يترك ما دون ذلك من محتوى ردئ يضر بسمعة الشركة.
صحيح أن التسويق الفكاهي من أنواع التسويق التي تحقق انتشارًا وتأثيرًا واسعًا، ويفضلها أكثر من 70% من العملاء، لكن الإشكالية التي تقع أمام المسوقين أو المعلنين عند استخدام هذا النوع هو اعتقادهم أن التسويق الفكاهي سهل ولا يتطلب جهد ولا دراسة، في حين أن الأفكار التسويقية الفكاهية في رأيي هي من أصعب الأفكار التي تحتاج تأني وتأكد من مناسبة الفكرة مع الجمهور المستهدف حتى لا تتحول الفكاهة إلى سخافة مثلًا، وتأكد كذلك من مناسبة الحدث الذي ستُبنى عليه تلك الفكاهة.
التعليقات