مرحباً يا أصدقاء!

لعلك تساءلت من قبل، لماذا لا تتوقف الشركات الكبرى عن التسويق رغم أنها معروفة ولها قاعدة جماهيرية كبيرة ؟

والجواب يكمن في هذه المقولة: "اليوم الذي ستتوقف فيه عن الدعاية، هو اليوم الذي ستبدأ فيه بالخسارة"

فأنجح الشركات هي الشركات التي تحشد أكبر الجهود والموارد في الجانب التسويقي بكل مكوناته، ولكن ماذا بعد تحقيق النجاح؟ هل خيار الاستغناء عن التسويق مطروح؟

أذكر هنا حوار بسيط قام بين عدد من مستخدمي التواصل الاجتماعي حول اثنتين من أشهر العلامات التجارية للبسكويت في البلاد، أحدهما يعد بمثابة المنتج الوطني المفضل للجميع ولا يكاد أحد يستغني عنه حتى في سفره .. فما القصة وراءهما؟

أتحدث هنا عن بسكويت رويال وبسكويت بركة، الأول يعد الأشهر في السودان، والثاني يمتاز بأنه "المنافس الهادئ" أو الصامت ربما، ولكن ماذا لو أخبرتك بأن الثاني كان "الملك" في السوق قبل أن يخرج رويال للساحة؟ إذا ما السبب في تراجع شعبيته ليحافظ على مركزه خلف الملك الحالي ؟

يحكي أحدهم عن الخطأ الذي وقع فيه "بسكويت بركة" بعد أن ضمن ولاء العملاء وهو الاستغناء عن الخيارات التسويقية المتاحة والاكتفاء بالشعبية الحالية، حتى لحظة ظهور المنافس الجديد بتصميمه الفريد وألوانه الأخاذة وشخصية "سلاحف النينجا" المحبوبة على غلافه وحملات دعائية في كل مكان، وهنا سحب البساط بكل سهولة من مخضرم السوق بركة ليصبح الأول في البلاد.

إلى جانب الجهد التسويقي يوجد عوامل أخرى كاستدامة الجودة وأفضليتها رجحت كفة البسكويت الجديد في السوق، في وقت عانى فيه بركة من تراجع في جودته بشكل ملحوظ، ولكن بلا شك أن القصور الترويجي كان السبب الأول للمشكلة.

هذه القصة القصيرة هي قد تكون بمثابة دليل على أنه لا شيء يعلو على التسويق الناجح في عالم الأعمال والشركات.. فما رأيكم أنتم.. هل تنجو الشركات الكبرى في العالم إذا ما تخلّت عن التسويق والإعلان يوماً ما؟ وهل ستتغير نظرتك للعلامة التجارية المفضلة إذا ما توقفت إعلاناتها عن الظهور في كل مكان من حولك؟