زميلة لي في دبي رأيتها تعرض صور لها في دور سينما هي وزوجها وبنتيها، صور في المدخل وصور عند بائع المشروبات والفوشار، سألتها عن الفيلم قالت لي كان أقل من المتوقع، وسعر التذكرة جيد نوعا ما وقالت مازحة أن سعر الفوشار كان أغلى من سعر التذكرة وأن مصروف المأكولات الذي تم صرفه بمجرد دخولهم كان أكبر من سعر تذاكر الفيلم، لكن الأهم أنها استمتعت بالخروج مع العائلة وقضاء وقت ممتع.

تبادر لذهني أنه حقيقة دائما عندما نخرج لأماكن ترفيهية وأماكن ألعاب يكون سعر الحلويات أو الماء أو الأكل على بكثير من سعرها خارج هذه الأمكنة، أردت أن أفهم السبب وراء هذا الارتفاع؟

عندما يدخل الناس دور السينما، فإنهم يتوقعون أكثر من مجرد مشاهدة فيلم بل تكون تجربة ترفيهية بامتياز تجربة للراحة والاستمتاع ولن يبخلوا على انفسهم بمبلغ إضافي لأجل جعل التجربة أكثر تميزا. يرون الفوشار جزءًا لا يتجزأ من هذه التجربة، هم يرغبون في الغوص في عالم الفيلم برفقة وعاء من الفوشار الذي يشمل الذوق الزبداني والرائحة اللذيذة، هذا الشعور بالمرح والرفاهية يجعل الكثيرين على استعداد لدفع ثمن مرتفع.

في الغالب أماكن الترفيه والسينما تركز على زيادة أرباحها من خلال بيع المأكولات والمشروبات، يعتبر الفوشار من المنتجات ذات الهوية السينمائية، وهذا يتيح لصالات السينما فرصة زيادة الأرباح من خلال فرض أسعار مرتفعة عليها.

الفوشار من المنتجات ذات التكلفة المنخفضة. وبالتالي، يمكن لصالات السينما بيعها بأسعار مرتفعة لتحقيق هوامش ربح كبيرة. و لأن الزبائن غالباً ما يكونون على استعداد لدفع الفواتير، فإنها تستفيد من هذه الفرصة لتحقيق أرباح إضافية.

من جهة أخرى يمكن أن يؤثر الإدراك الاجتماعي على سلوك الجمهور، عندما يرى الأشخاص الآخرون يشترون الفوشار والمشروبات في السينما دون تردد، فإنهم يصبحون أكثر عرضة للدفع بأسعار مرتفعة، حيث يعتبرون هذا سلوكًا اجتماعيًا مقبولًا.

في رأيكم، هل هناك حدا يجب عدم تجاوزه في تسعير مثل هذه المنتجات داخل دور السينما وأماكن الترفيه الأخرى حتى تحافظ على رضى العملاء وتحقق أرباح معقولة في نفس الوقت؟