المشروبات الغازية في الطاولة الجزائرية أمر مفروغ منه، رغم عدم اقتنائي لها في عائلتي الصغيرة وحرصي على أطفالي من تناولها، لكن كلنا في فترة تناولنا وما زلنا العائلة الكبيرة تتناولها.
في العائلة أبي يفضل شرب كوكاكولا، مرة زارتني فكرة فضولية وقررت تجربتها، كانت في المنزل قارورة كوكاكولا فارغة وكان متوفر مشروب سليكتو للعلامة حمود بوعلام الجزائرية الذي هو نفس ذوق مشروب الكوكاكولا بنسبة كبيرة، المهم أخذت قارورة الكوكا الفارغة وملأتها بالمشروب الآخر وقدمتها للأب، شرب ولم يعرف الطعم أو حتى شك في الأمر.
في المساء وقت شراء قارورة كوكاكولا جديدة اقترحت عليه شراء قارورة سليكتو أفضل، جاوبني أن كوكاكولا أفضل مشروب وهذا المشروب لا يحبه وبالطبع أنا لم أخبره عن التجربة الصباحية.
كل شخص لديه تفضيلاته الخاصة من الماركات التي يستعملها أو يأكلها ، وليس غريبا في الأمر عندما تكون الماركة التي تستعملها تقدم ميزة وقيمة مختلفة عن أخرى، لكن الغريب عندما تكون ماركات تقدم نفس المنتج بنفس التركيبة وماركة تلقى قبول وشعبية أكثر من أخرى.
العديد من الماركات التي تقدم نفس التركيبة ونفس الذوق مثل كوكاكولا وبيبسي في الجزائر ليكتب إلى آخره من الأنواع، لكن في النهاية نفس الذوق، السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المكان لماذا توجد ماركات مطلوبة أكثر من أخرى وهي تقدم لك نفس الذوق؟ أين يكمن السر؟
تجارب التي قامت بها فرق التسويق العصيب التي تعمل على كشف الصندوق الأسود في تفضيلات العميل جاوبت على هذا الأمر.
في إحدى التجارب التي قام بها Dr. Samuel McClure هو وفريقه لمعرفة العوامل المؤثرة على تفضيلاتنا، في التجربة قام بتقديم مشروبين لأشخاص وهم معرضين لتقنية الرنين المغناطيسي دون تعريفهم باسم المنتج -الصودا- الاستجابة الدماغية كانت تقريبا نفسها، الإشارات كانت تقريبا في نفس الأماكن وبنفس العدد.
بعدها قام تقديم نفس المشروبين لكن المرة هذه مع العلامة التجارية كوكاكولا وبيبسي والأشخاص تحت تقنية الرنين المغناطيسي تغيرت المناطق التي تقدم إشارات والأماكن التي ظهرت فيها الإشارة هي المناطق الدماغية التي تتفاعل بقوة في لحظات اتخاذ القرار والانحياز والنتائج أظهرت قابلية وميل للماركة كوكاكولا على بيبسي.
التجربة هذه تثبت أن للعلامة التجارية تأثير على اتخاذ القرار أكثر من المنتج نفسه وجودته، في العديد من الأحيان نتخذ قراراتنا بناء على الماركة وليس لأن المنتج قيم.
لهذا في المشاريع الناشئة ينصح بالتركيز في البداية على بناء علامة تجارية قوية وليس التركيز فقط على جودة المنتج أو الترويج له لتحصيل المبيعات.
نحن لا ننكر أهمية جودة المنتج وأهمية الترويج، لكن التسويق للعلامة التجارية بطريقة صحيحة سيهل عملية زيادة المبيعات وتوسيع الحصة السوقية والحصول على فوائد لا تعد ولا تحصى.
من خلال خبرتكم، ما هي العناصر المهمة والتي تساهم في بناء علامة تجارية قوية؟ وهل للعلامة التجارية تأثير في قراراتكم الشرائية حقا؟ وما هي بعض الماركات التي تولي ولاء لها من زمن بعيد ولم تغيرها؟
التعليقات