حين يتحدث البعض عن "القلق الاجتماعي"، تظهر أحاديث مثل الخوف من الناس عمومًا، وخشية الخروج من المنزل، وحب العزلة.. صورة نمطية وحيدة لا تعكس الحقيقة كاملة عن القلق الاجتماعي أصلًا، هي فعلًا نمط من الأنماط، ولكن الحقيقة قد نكون محبين لصحبة الناس، وشخصيات اجتماعية أصلًا، ولدينا حس فكاهي عال، ومع ذلك لدينا قلق اجتماعي، وتكون صورته في: بعد الدعوة إلى سهرة مع أصدقاء أو إلى حفل كبير، تبدأ أفكار لا تنتهي عمن سنقابل ومن سيتحدث إلينا، وكيف سنتحدث، وماذا سنرتدي، وشعور خانق مستمر لساعات بلا توقف حرفيًا، للدرجة التي تبقينا مستيقظين طوال الليل!

وما يؤرقنا أصلًا هو الرفض الاجتماعي، ولكن النبذ الفعلي من الأصدقاء، ولكن رفض أن نكون حقيقيين وعلى فطرتنا، لا نتحدث عن صور جديدة على الانستجرام، ولا منصب بمقابل مادي عال، ولا مغامرات عن أشياء رائجة لا نحبها، كل ذلك يضعنا في موقف الرفض "ضمنيًا" من التريند السائد في الحفلات أو السهرات وغيرها، وهذا الرفض نشعر به جسديًا بنفس قوة الألم الجسدي، فلما نرهق أنفسنا من الأساس؟؟؟؟

الإجابة -كما أظن- هي عدم الخوف من إظهار الحقيقة كما هي، وعدم ترقب أو توقع ردات أفعال الأصدقاء أو المعارف، نحن لا نحتاج إلى لوم أنفسنا على الإغراق في التفكير، أو ارتداء أقنعة لا قيمة لها، وعليه تكون الخطوة الأهم للسيطرة على القلق الاجتماعي: هي عدم مقاومة الأفكار، وتقبّل حقيقتنا ونظهرها كما هي، فهل لديكم استراتيجيات أفضل للسيطرة على نوبات القلق؟