تأثير Dunning–Kruger | كلما زاد جهل الشخص وغباؤه زاد تقديره لنفسه

السطحية وعدم السعي للتعلم لأنه أصبح خبير، للأسف هذه النماذج كثيرة جدا للأسف والذي يستدعي الحزن أكثر هو أن هذه الأشخاص تجد آلالاف المتابعين لهم والفرص التي تفتح لهم، للاسف نحن اليوم في عالم العلماء خلف الشاشة والجهلاء يتصدرون المشهد لذا السؤال الذي يطرح نفسه كيف نتخلص من هذا التحيز على المستوى الفردي حتى لا نقع فيه

بعملي كمستقل عملت مرة مع عميل كان المثال المثالي لتأثير هذه الظاهرة برأيي، لقد وظفني لإنشاء محتوى لموقعه الجديد ومنذ البداية ادعى بثقة أنه يعرف كل شيء عن التسويق الالكتروني ووضع استراتيجية المحتوى، على الرغم من عدم وجود خبرة فعلية في هذا المجال عنده إلا أنه ألزمني باستراتيجيته الغبية، ولقد رفض اقتراحاتي مقتنعاً بأن نهجه سليم مئة بالمئة وعندما حاولت شرح معايير النجاح أو أفضل الممارسات بمسألة المحتوى كان يقول وهو يضحك "أنا أعرف أكثر و لقد رأيت ودرست كيف يعمل هذا". لقد رفض أن يرى القيمة في الخبرة التي وضعتها بحياتي، وكان يقلل باستمرار من تعقيد المهمة وأصولها، كان الجزء المحبط هو إيمانه الفظيع بقدراته حتى عندما كانت النتائج دون المستوى أو معدومة أو أقل من ذلك.

لا أحتاج للتفكير في هذه العواقب أو البحث عنها فأنا اصطدم بها يومياً، كلما دخلت جروب لصناعة المحتوى أجد من يبحث عن عمل في الكتابة ويكتب ويسرد خبرته بينما نص البحث عن العمل المكون من خمس أسطر نصفه أخطاء إملائية، وأرى بمجال العمل في علم النفس كورسات ودورات ومحتوى بعيد كل البعد عن الحقيقة وفقط لأن المحتوى جذاب يخلق نجاح، والكارثة أن هؤلاء لو وجهناهم للصواب ينزعجوا للغاية.

أتذكر زميلاً كان يثير إعجابي دائماً، فقد كان يتحدث في مختلف المجالات وكأنه محترف ويمتلك معرفة دقيقة في كل شيء. كان لديه إجابة لكل سؤال، ويجادل المتخصصين في مجالاتهم ويبدو وكأنه يتفوق عليهم بمعرفته حتى في مجالهم. ظللت أراه نموذجًا أسطوريًا أتمنى أن أصل لمستواه يومًا ما، إلى أن قررت مناقشته في مجال لدي فيه خبرة كبيرة اكتسبتها عبر سنوات من التعلم والدورات التدريبية. وكانت المفاجأة أنه يفتقر لبعض الأساسيات في هذا المجال، إلا أن ثقته الكبيرة في رأيه تجعله يبدو مقنعاً لمن ليس لديه خلفية كافية عن الموضوع. عندها بدأت أشك في قدراته الفعلية، وتحدثت مع آخرين خسروا أمامه في نقاشات ضمن مجالاتهم، وأكدوا لي أنه لا يمتلك سوى معرفة سطحية، لكن ثقته العالية وصوته المرتفع جعلهم يشكون في قدراتهم ويتراجعون عن النقاش.

أظن أن لهذا التأثير نتائج مدمرة، فهو مصدر النرجسية وجنون العظمة والعديد من الاضطرابات النفسية التي تصعب التعاملات بين البشر

تأثير دانيغ-كروجر له عواقب خطيرة على الأفراد والمجتمع. عندما يبالغ الأشخاص في تقدير قدراتهم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات غير مستنيرة تؤثر سلبًا على حياتهم. قد يظن الشخص أنه بارع في مجال معين، بينما هو في الحقيقة يحتاج إلى تحسين مهاراته، مما يجعله عرضة للفشل.

على مستوى المجتمع، يمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى انتشار المعلومات المغلوطة. عندما يقدم الأفراد آراء غير مستندة إلى معرفة كافية، فإن ذلك قد يؤثر على الآراء العامة، سواء في السياسة أو الصحة، مما يزيد من المخاطر على المجتمع.

لحل هذه المشكلة، أؤمن بأهمية تعزيز الوعي الذاتي والتعلم المستمر. من الضروري أن نتقبل فكرة أننا لا نعرف كل شيء، ونسعى للحصول على المعرفة من مصادر موثوقة. التغذية الراجعة من الأقران والدورات التعليمية يمكن أن تساعدنا في تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبالتالي تعزيز فهمنا لقدراتنا بشكل أفضل.