سأبدأ المساهمة ببعض الأسئلة التي تتبادر إلى أذهاننا طوال اليوم: حاولت مكالمة أخي عدة مرات ولم يرد على هاتفه؟ هل أصابه مكروه؟!... هل يتذكر زملائي السابقون في العمل اليوم الذي انتهرني فيه المدير بشدة وفقدت وظيفتي... ماذا يقولون عني الآن؟... هل أبي بخير لماذا لم يعد إلى البيت حتى الآن؟!!! وغيرها العديد من الأسئلة.
في الحقيقة المخ مبرمج لتوقع المخاطر دائما، أي أنه يحاول ربط بعض النقاط مع بعضها لتوقع أسوأ السيناريوهات للاستعداد لها ومن ثم تفعيل استراتيجية الكر أو الفر، فمثلا: أخي مسافر ولا يرد على هاتفه وأنا حاولت مكالمته عدة مرات، هنا تبدأ مرحلة الربط بين أشياء لا علاقة لها ببعض، مثل عدم الرد على الهاتف، أن أخي متهور قليلا، الطرقات السريعة... الاستنتاج هو حادث سير!
تبدأ بعدها أعراض استراتيجية الكر أو الفر كاستجابة للقلق المفرط، كزيادة نبضات القلب، ارتفاع ضغط الدم، الشعور بالرعشة الشديدة، وربما بعد كل هذا يتصل أخي لاكتشف أنه كان في اجتماع ضروري ولم يتسن له الوقت لمكالمتي.
طبقا للدراسات فإن واحدا من كل عشر شخصا بالغون معرضون للإصابة بأمراض عضوية مرتبطة بالقلق المفرط، الأمر الذي يجعلني أتساءل إذا كان الأمر مجرد استراتيجية احترازية من المخ، فهل هناك طريقة للتعامل مع هذه الحلقة المفرغة من توقع الأسوأ والشعور بالقلق ثم انتهاء الموقف والعودة من جديد مع موقف آخر؟
شاركوني آرائكم، كيف تواجهون القلق المفرط وتوقع السيناريوهات، وهل تتبنون استراتيجيات خاصة تساعدكم على البقاء في الحاضر؟
التعليقات