قد يكون السؤال أولًا هو لماذا نرغب بتناول السكريات؟ حسنًا، المخ يحتاج للجلوكوز وهو نوع من السكر، لتوفير الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه الحيوية كالتفكير والتذكر والتعلم، والأهم يحتاجه لخروج النواقل الكيميائية أو العصبية التي نحتاجها لإتمام العمليات السابقة. إذًا ما علاقة ذلك بالاكتئاب؟

عندما نشعر برغبة شديدة لتناول السكريات، غالبًا يكون السبب هو حاجتنا للشعور بالسعادة والتخلص من مشاعر الاكتئاب المؤقتة، وهذا ترجمته خروج "السيروتونين" أحد النواقل العصبية التي تسبب الشعور بالسعادة، ولكن هنا تأتي المشكلة، فالسبب الرئيسي للاكتئاب انخفاض نسبة السيروتونين وربما بزيادته تزول الأعراض، ولكن ماذا لو كان تناول السكريات هنا زائدًا جدًا عن الحد؟

في دراسة حول العلاقة بين تناول السكريات على الأمد الطويل والإصابة باضطرابات عقلية، وجدوا أن تناول السكريات بشكل يومي وخصوصًا الأطعمة المُعالجة، والحلويات، والمشروبات الغازية، وذلك بنسبة تزيد عن 68 جم في اليوم، يؤدي ذلك لتطور أعراض الاكتئاب (عند الرجال خصوصًا) بعد فترة طويلة، وليس فقط الاكتئاب، بل يؤثر على خلايا المخ والأعصاب والأوعية الدموية، مما يؤدي لأضرار بالغة في القدرات المعرفية والتذكر بسبب تلف خلايا المخ.

الحل هنا ليس الامتناع عن تناول جميع أنواع السكريات، فهي مصدر الطاقة الرئيسي للمخ، ولكن تناولها بشكل معتدل، وليس كلما رغبنا بذلك، فرغباتنا لا تعني احتياجنا الفعلي لتناول السكريات وخصوصًا المضرة، ولكن يمكن استبدالها بالمصادر الصحية كالفاكهة، والعصائر الطبيعية والمكسرات.

أخيرًا أحيانًا تكون رغبتنا في تناول السكريات بشراهة، مرتبط بذكريات معينة أو عادات معينة، وهذا له أكبر تأثير على الرغبة في تناولها، لذلك الفكرة هنا ليست في الامتناع بل الاعتدال فقط.

ما رأيكم في هذه الدراسة؟ وكيف تسيطرون على رغبة تناول السكريات؟