هل نتحدث أحيانًا مع أحدهم بشأن خططنا أو أهدافنا الفترة القادمة ونجد أننا لم نحقق أي شيء بعد ذلك؟ كأن نقول مثلًا في خلال الثلاثة شهور القادمة سأفقد 10 كيلوجرامات من وزني، ثم تنتهي الثلاثة شهور ولا شيء، ربما زاد الوزن. أو أن نجد المشروع الذي كنا عازمين على القيام به، بعد أن ناقشناه فقط مع أحد الأصدقاء، فجأة توقف كل السعي لأجله. فما الأمر إذًا هل هذا حسدًا؟

ذكرت في العنوان مثل مصري شهير وهو "داري على شمعتك تقيد"، يعزي المعظم هدف هذا المثل إلى تجنب الحسد حتى نتمكن من القيام بالهدف، وحقيقة هذا المثل صحيح 100% ولكن لهدف علمي بحت. كما نعلم هناك نواقل عصبية مسؤولة عن شعورنا بالمتعة والسعادة خاصة بعد إنجاز أمور مهمة، فيما يُعرف بنظام المكافأة في الدماغ(Mesolimbic pathway)، وأهم ناقل عصبي في هذا النظام هو الدوبامين، الذي يُفرز غالبًا كمكافأة لتلبية حاجة الجسم، مثل الشرب بعد العطش، تناول وجبات صحية، القيام بمجهود ذهني أو بدني والوصول للنتيجة المرغوبة.

هنا تكمن الفكرة، فعندما نخبر أحدهم بخطتنا القادمة أو هدفنا، هذا "فعل" وكنتيجة له -في الأغلب- سنحصل على العديد من الكلمات المشجعة مثل "مبارك لك" "ستحقق نجاحًا باهرًا"  " نعم أنت تستطيع فعلها" هذا يسمى بالنتيجة = المكافأة، ويُفرز الدوبامين الذي يجعلك تشعر بالسعادة فور تلقي الكلمات المشجعة، بالنسبة للمخ هذه عملية منتهية، فعل ونتيجة، فلماذا نبذل مجهودًا مضاعفًا لنفس الأمر، فقد حصلنا على ما نريده. لذلك يُفضل عدم التحدث عن الأهداف وخاصة بعيدة المدى، حتى لا نحصل على متعة دون إنجاز فعلي، أعلم أن التشجيع مهم، ولكن لو كان ذلك التشجيع سيؤدي لتوقف السعي فما هدفه؟

ما رأيك في هذا الأمر من تجاربك الشخصية، وهل تؤمن بمبدأ التشجيع السلبي، أي أن تقول لأحدهم على خططك ويخبرك أنك لا تستطيع ذلك أو ماشابه، هل يحفزك هذا الأمر؟