ماذا تعني صدمة نفسية أو(Trauma)؟ بسبب ما نراه في موقع التواصل الاجتماعي من استخدام لمصطلحات مهمة في غير محلها، أصبح بمقدور أي شخص أن يقول إنه يعاني من صدمة نفسية، أو الأسوأ أن يعاني شخص صدمة حقًا ولكن يلقى من حوله يصفونه بالضعيف وأن فقط مع الوقت لن يشعر بمشاعر التوتر والأرق والخوف وربما بعض نوبات الانفعال والغضب، التي قد يشعر بها الآن.

الصدمة النفسية هي المرور بتجربة تؤثر على أحد عوامل الأمان بالنسبة لنا، كمرض الأب أو الأم أو وفاته، تجربة تجعلنا نفقد السيطرة تمامًا ونشعر بعدم الحتمية، وهو أمر محير لعقلنا ويسعى دائمًا للرجوع لحالته الأولى.

تعامل المخ البشري مع الصدمات هو أمر فردي فقد نجد أشخاص تعرضوا لصدمات، وخاصة صدمات الطفولة من عنف جنسي (وخاصة لو من الأهل أو أحد الأقارب) أو عنف أسري، تجدهم لا يتذكرون هذه الذكريات تمامًا، ربما يتصرفون بناءً عليها من خلال عقلهم اللاواعي وهم لا يدركون ذلك.

سبب شعور الشخص بنفس الأعراض التي عاشها حين تعرض للصدمة وكأنه يعيش ذكرياتها الآن، مع التعرق مع نوبات ذعر مفاجأة، أن المخ البشري حين تعرض للصدمة في المرة الأولى تغير بشكل مادي(Physically)، يتقلص حجم الحصين وهو المسؤول عن معالجة ذكرياتنا ومشاعرنا ويصبح هنا التفريق بين الحاضر والماضي صعب جدًا، وأيضًا تصبح اللوزة، وهي المسؤولة عن تحديد التهديدات وربط بين ذكرياتنا وعواطفنا، أكثر حساسية للخطر، وأيضًا يتقلص الفص الجبهي، المسؤول عن التفكير المنطقي، لذلك فكرة أن تهدأ وتقول أن هذا ليس حقيقيًا لن تجدي نتيجة. لذلك قد نجد أنفسنا بعد التعرض لصدمات معينة كأننا في وضع تأهب وتيقظ طوال الوقت وأي أصوات عالية مثلًا قد تجعلنا نتوتر ونشعر بضيق التنفس.

الأعراض تكون مختلطة ما بين تجنب أي مواقف مشابهة، لنوبات انفعال وغضب متكررة، وحتى الشعور بالانفصال الشعوري التام عما حدث، قد يؤدي الأمر لاكتئاب وأفكار انتحارية.

في رأيك كيف يمكن التعامل مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ومتى يكون إلزاميًا زيارة الطبيب النفسي؟