نمر بالكثير من المآسي في حياتنا، منها ما نستوعبه ونعيشه بالقدر الطبيعي ثم نعود لممارسة يومنا بشكل مقبول، ومنها ما يترك أثرًا كبيرًا لدرجة أنه لا يوجد شيء يمكنه إخراجنا من هذه الحال. 

أتذكر طفل من أقاربي ضاع منذ مدة قريبة، بحثنا عنه كثيرًا حتى وجدناه في النهاية ولكن بعدما عثرنا عليه وجدنا أنه قد تغير كثيرًا. أصبح يجلس في حالة تأهب خوفًا من أي خطر قادم، تأتيه الكوابيس يوميًا، يتخيل لحظات البعد عن أهله والبقاء وحيدًا ويفكر كثيرًا في تلك الأحداث حتى أنه ينسى ما يدور حوله.

لقد أُصيب باضطراب ما بعد الصدمة وكان لابد من تدخل نفسي سريع.

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تصيب الإنسان بعدما يتعرض لأمر أليم كحادث، موت قريب، اعتداءات، حروب، وغيرها من الصدمات الصعبة.

تتكرر ذكريات هذا الحدث حتى يشعر المصاب بعدم الأمان والقلق الدائم من أي شيء. 

يرجع الأمر في ذلك إلى التعرض لحدث شاق على النفس، وأحيانًا يرتبط الأمر بوجود تاريخ عائلي في الإصابة بالقلق، وبعض العوامل الوراثية والشخصية لدى كل فرد وكيفية استجابته لما يدور من حوله.

قد يتحول اضطراب ما بعد الصدمة من مجرد قلق وذكريات سيئة إلى الدخول في حالة اكتئاب، تناول الممنوعات، وأحيانًا التفكير في الانتحار للتخلص من تلك الذكريات.

كذلك من أكثر أعراض الاضطراب شهرة هو التعامل السلبي مع مجريات الحياة بعد التعرض للصدمة، تجنب الأشخاص أو الأماكن ذات العلاقة بالحدث الصعب، الشعور بالعزلة وفقدان الرغبة اتجاه أغلب الأشياء.

سؤالي هو: كيف يمكننا التعامل مع مريض اضطراب ما بعد الصدمة، ومن خلال تجاربكم ما هي نصائحكم للتعايش مع أي حدث أليم؟