ما هي أفضل طريقة التعامل مع المشاعر الزائفة بفعالية وكيف يمكن التخلص منها بسهولة؟

أعتقد أنه من الصعب للغاية التمييز بين المشاعر الزائفة والحقيقية وذلك ينجم عن عدم قدرتنا على سماع نفسنا بشكل لائق .. كم مرة تحدثنا فيها إلى أنفسنا بهدوء تام ؟ لا أذكر وهذه هي المشكلة الحقيقية التي تختفي ورائها المشاعر الحقيقية.

عندما نكتشف المشاعر الزائفة ونركز على فهم مشاعرنا واحتياجاتنا الحقيقية، نفتح أبوابًا للتواصل الأعمق وتعزيز العلاقات الإنسانية بشكل إيجابي

لهذا أميل دائما أن لا أتسرع في ردة فعلي أو حكمي، لأنني تعلمت أنه في كثير من الأحيان ما أشعر به قد يكون مجرد مبالغة أو مجرد رؤية غير صحيحة للأمور، تجاربنا السابقة وما تعرضنا له من صدمات تؤثر على رؤيتنا وأحكامنا، قد نكون حساسين جدا تجاه مواقف معينة لأنها فقط أثارت ذكرى سابقة لم نتخطاها بعد، فنجد أنفسنا قد نشعر بالظلم أو الإهمال أو غيرهم من المشاعر بسبب مواقف بعينها، وما يتطلبه الأمر هو جلسة صادقة مع النفس تستعرض فيها الموقف ثانية من وجهة نظر الطرف الأخر، وبنسبة كبيرة ستجد أن شعورك مرتبط بحدث أخر قد تعرضت له وليس الحدث الحالي، ولكن لن يكتمل الأمر سوى بشرح نفسك وما أزعجك وسببه الحقيقي للشخص الأخر وترى كيف سيستجيب لك وقتها فقط تستطيع الحفاظ على علاقاتك.

أنا أتفق معك في أنه من المهم أن نتعرف على مشاعرنا الحقيقية وأن نعبر عنها بطريقة واضحة ومسؤولة. لكن أسمح لي أن أسألك: هل تعتقد أن هذا الأمر سهل وبسيط؟ هل تظن أن كل ما عليك فعله هو استخدام قائمة من الكلمات التي تصف مشاعرك بدقة؟

أنا أخبرك بأن الأمر ليس بهذه البساطة. فالمشاعر هي ظواهر معقدة ومتغيرة، تتأثر بالعديد من العوامل، مثل السياق والتاريخ والثقافة والشخصية. فقد تشعر بالغضب في موقف ما، ولكن هذا الغضب قد يكون نابعا من الخوف أو الحزن أو الإحباط أو الحسرة. فكيف تستطيع التمييز بين هذه المشاعر المختلفة؟ وكيف تستطيع التعبير عنها بطريقة تحترم حدودك وحدود الآخرين؟

أنا أقول لك بأنه لا يكفي أن تستخدم كلمات محددة لوصف مشاعرك، بل عليك أيضا أن تستخدم لغة جسدية وصوتية وإيمائية تتناسب مع مشاعرك.

لقد حصل ذلك معي من قبل في علاقتي السابقة ولكن المشكلة لا تكمن في كونها مشاعر ذائفة أو عدم قدرتي على التمييز وإنما أنني غير قادر على التخطي حتى الآن ولا أعلم كيف يمكنني فعل ذلك، هل لديك أي نصائح؟

بالطبع، التعبير عن المشاعر بشكل دقيق وصحيح قد يكون تحديًا في بعض الأحيان. للجميع، بما في ذلك نفسي، تواجه هذه التحديات من حين لآخر ولكن قد تساعد فكرة استخدام تعابير دقيقة وواضحة لوصف مشاعرنا. بدلاً من استخدام مصطلحات عامة مثل "أشعر بالسعادة" أو "أشعر بالغضب"، نحاول تحديد المشاعر بشكل أكثر تفصيلًا مثل "أشعر بالارتياح والسرور" أو "أشعر بالغضب الشديد بسبب" وكذلك التواصل الفعال بصدق مع الآخرين. في النهاية، التعامل مع التحديات في التعبير عن المشاعر يتطلب الوعي بالذات والممارسة المستمرة.