أعرف شابًا طموحًا يعمل في شركة ناشئة ولديه دافعًا لا هوادة فيه لتسلق سلم الشركة والوصول إلى أعلى مرتبة. وعلى الرغم من الهدف النبيل والطبيعي الذي يسعى إليه الشاب، فهو يثير حول شخصيته التساؤلات دائمًا، ودائمًا ما يتعرض للهجوم من محيطه. لماذا يا تُرى؟

لم يكن كأي موظف عادي بالشركة، فحين بدأ العمل بها كان يمتلك الكثير من الحماس للعمل لساعات إضافية والمبادرة للعمل على المشاريع الصعبة والتعرف على الجميع وتكوين علاقات معهم بشكل واضح. لم يكن يترك شيئًا للصدفة بل كان يبادر هو آخذًا بزمام الأمور منذ اللحظة الأولى.

في غضون سنوات قليلة صعد إلى منصب إداري عالٍ وكانت إنجازاته مثيرة للإعجاب، ولكنه على الجانب الآخر أهمل علاقاته الاجتماعية القريبة لأنه أعطى للعمل كل حياته، وقام ببعض التصرفات غير الأخلاقية في حق زملائه، وكان يبالغ في الوعود التي يقدمها للآخرين في العمل فقط ليحصل على ما يريد.

كان بالتأكيد يجبر الجميع على احترامه وتقديره لإنجازاته ولمرتبته العالية في مجال عمله، ولكنه في المقابل زرع الاستياء فيهم تجاه بعض تصرفاته.

حسنًا. يُطلق على شخصية هذا الشاب لقب "وصولية"، وفي حقيقة الأمر أنا أكّن احترامًا لجزء من هذه الشخصية؛ الجزء الذي يجعل لديها قضية ومبدأ في حياتها تركز عليه وتعمل المستحيل لأجل الوصول إليه. لو كان كلًا منا وصوليًا في أهدافه لكان العالم مكانًا أفضل.

أخمّن كذلك من تعرفي على بعض صفات تلك الشخصية أنّ هناك تقاطعًا كبيرًا بينها وبين الشخصية النرجسية، فالشخص النرجسي هو شخصي وصولي وأناني أصلًا. ولكن الفرق الذي لاحظته بينهما أنّ الشخص النرجسي يكون أكثر تركيزًا على العلاقات القريبة، وليس شرطًا أن يكون العمل بالذّات هو محل اهتمامه الرئيسي.

ما هي مزايا وعيوب الشخصية الوصولية يا أًصدقاء؟ دعونا ننتقدها بكل شفافية. هل يوجد بحياتك شخص وصولي؟ كيف تتعامل معه؟