حالة الاحتراق النفسي من أبشع الحالات التي يمكن لشخص الوصول لها، وواجب عند الشعور بقرب الدخول فيها أن ينقذ الشخص نفسه بشتى الطرق، لأن لا أحد غيره سيفعل هذا، والانجراف في هذه الحالة سيُصعب عليه الخروج منها.

بالطبع لا أدّعي أن الإنسان يمكنه علاج اضطراباته النفسية بنفسه، ولكني أتحدث عن الحد الأدنى من العلاج في الحالات التي يمكن القيام فيها بذلك كأن يكون الشخص على أعتاب الدخول في تعقيد الأمر.

كم هو مهم أن يتواجد لدى الشخص وعي بذاته ليستطيع إنقاذ نفسه في مطلع هذا التعقيد.

ولهذا فلنطرح سؤالًا: كيف يصبح الشخص لنفسه معالجًا ذاتيًا؟

لا يتحقق هذا إلا إذا فكّر الشخص في نفسه كشخص آخر يستحق منه الاهتمام والرعاية والعلاج.

وأن يتقبل نفسه ويتصالح مع الموقف. هذا إلى جانب بعض الممارسات التي تساعده على الاستشفاء. البعض مثلًا يؤكدون أن تمارين التنفس تساعدهم، والبعض يقولون إنه التأمل.

بالنسبة لي مثلًا جزء من العلاج الأوّلي هذا يتمثل في العزلة وفلترة العلاقات والبعد عن السامة منها.

والقائمة تطول وتطول، بعيدًا عن ممارسة الرياضة وشرب الماء اللذين أصبحا من الأمور البديهية إذا كان الشخص يريد البقاء على قيد حياته النفسية، فهل جربتم أن تكونوا لأنفسكم معالجين ذاتيين؟ كيف قمتم بهذا؟