في وقت مضى صديقاتي اعتقدن أن لديّ اضطرابًا نفسيًا مثل صدمة طفولة أو شيء من هذا القبيل تؤثر عليّ ولكني أرفض الاعتراف به. كنّ على وشك طلب موعد من معالج نفسي لأجلي إلا أنني عبرت عن رفضي للأمر فتراجعن عن ذلك، وبغض النظر عما حدث لاحقًا، لقد حاولنّ مساعدتي، وكانت هذه طريقتهن غير التقليدية في مساعدتي بعيدًا عن توجيه النصح المباشر.

على المستوى المجتمعي، يُقال إنّ أسوأ ما في الإصابة بالاضطراب النفسي أنّ الناس تطالبك بالتصرف وكأنك لست مصابًا به. هذا الأمر يدفع المصابين إلى إخفاء معاناتهم وحملها وحدهم؛ خوفًا من وصمة العار التي قد تلحق بهم أو نكرانًا وحسب لأنهم يخافون من مواجهة أنفسهم بالأمر كما كان في حالتي.

أقترح مثلًا أن يتم تعميم طريقة للتحقق من تلك الاضطرابات في كل مؤسسة أو مجتمع عن طريق الاستبيانات التي ستكون بغرض التعرف على أصحاب المشكلات النفسية ومن ثَمَ فتح الطريق لتقديم المساعدة لهم. بالعادة يتواجد بالمؤسسات هذا الشخص المسؤول عن الإرشاد النفسي، ويذهب إليه كل من يحتاج المساعدة، ولكني أعتقد أنّ دوره يكون سلبيًا في الأغلب فيجلس داخل مكتبه بانتظار من يأتيه لطلب المساعدة!

كيف نشجع أصحاب الاضطرابات النفسية على التعبير عن معاناتهم وكيف نساعدهم بعيدًا عن الحلول التقليدية مثل التوعية التي أرى أنها تأثيرها وصل إلى مرحلة البلاتوه وأي تأثير قد تحدثه الآن سيكون ضئيلًا؟