هل الأطباء النفسيين هم مرضى نفسيين؟

ما هي أساليب وقاية الأطباء النفسيين من الأمراض النفسية؟

لا يوجد أي أساليب وقاية أبداً بالنسبة للأطباء النفسيين، سيتعرضون بكل تأكيد لتماس يومي مع المرضى وقد يسببون لهم هذه الأضرار، لكن قد يكون هُناك أساليب تحميهم من هذه الأمور بعد الإصابة، أستطيع أن أقول بأنّ على الطبيب الجيّد والذي يحترم نفسه فعلاً وإمكانية مرضه بأي لحظة أن يأخذ مباشرةً إجازة مطوّلة فور إحساسه بأي شعور غريب يضرب حياته ينبئه بإصابته بمرض نفسي فعلاً، هذه الإجازة المُطوّلة يجب أن تكون محشوّة بالنشاطات المُمتعة بالنسبة للطبيب التي يحب أن يفعلها فعلاً، ما هي وظيفة هذه الإجازة؟ إذا شعر الطبيب بأنّهُ وهو خلال هذه الإجازة غير مستمتع بالمرة يجب عليه أن يراجع طبيبه مباشرةً، هذا الطبيب عليه أن يكون برأيي بمعيارين تقريباً، المعيار الأوّل أن يكون صديقاً حقيقياً فعلاً ويستطيع الطبيب أن يحادثه بعفوية فعلاً، المعيار الثاني أن يكون كتوماً جداً للأسرار، لا يمكن تحت أي طائل أن يقول لأي أحد ما قد يُفصح عنه الطبيب.

يعني برأيي أهم وسيلة دفاع للطبيب من تعرضه لمرض نفسي أن يكون لهُ صديق بذات المجال، يكون لهُ بمثابة نظام دعم عبر الصداقة "عاطفي" وعبر العلم والتشخيص "علمي".

هناك الكثير من الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية فيلجأون إلى علاجها من خلال العمل على مساعدة الآخرين على تخطيها. فالطبيب الذي يلجأ إلى مساعدة الآخرين في معالجة مشاكلهم قد يكون سابقا عانى من نفس المشكلة. إلا أننا في مجتمعاتنا لا نسمع كثيرا عن هذا الأمر إذ أننا نميل إلى الحكم على الآخرين من خلال تجاربهم ومن خلال ما مروا فيه. وأما في الدول الغربية فيعمل المجتمع على دعم المريض نفسيا حتى يتخلص من سقمه لدرجة تقديم يد العون له حتى يصبح نفسه طبيبا. فعندما ننطلق من تجربة الآخرين التي تشبه تجربتنا نصبح أقوى وأصلب في تخطي أزماتنا إذ أننا نصبح موضوعيين أكثر في ما نعانيه وهو ما يحصل فعلا.

أعتقد أن الطبيب يمكن أن يصاب بالمرض النفسي تماماً كما يمكن أن يصاب بالمرض العضوي، ولكن يختلف الأمر مع الطبيب في أن لديه الخبرة الكافية لاكتشاف الإصابة وعلاجها أو اتخاذ إجراءات احترازية تقلل من فرص الإصابة بالمرض ومن تأثيره.

وقد تذكرت مشاهد من مسلسل "سارة" للفنانة حنان ترك، وهو من أشهر المسلسلات التي تناولت قضية العلاج النفسي درامياً، وكيف كان يعالجها الطبيب النفسي بكفاءة وفاعلية، وكان يقوم بعدة أنشطة جانبية وقائية لكي لا يصاب بالأمراض النفسية، ويقول في أحد المشاهد أن الطبيب النفسي هو إنسان قبل أن يكون طبيب، ومن الوارد جداً إصابته بمرض نفسي من كثرة تعامله مع الحالات التي يعالجها، ويجب أن يرفه عن نفسه من وقت لآخر لكي لا يصاب بالاكتئاب وينعكس ذلك على أداؤه العلاجي تجاه الحالات التي يعالجها.

عندما اشاهد افلاما و مسلسلات عن الاطباء النفسيين يحفزني ذلك لزيارتهم ..و لكن عندما افعل اصطدم بواقع مرير و اندم على هدر نقودي. فهم اما يعطونك ادوية اعصاب مهدئة دون فهم مشكلتك او يسمعون نصف حكايتك على مضض و ييطلبون موعداا اخر مع اني متاكدة ان تركيزهم لم يكن معي.و اندم على هدر نقودي.

حقا علينا ان نتحلى بقوة الشخصية و نكون نحن اطباء انفسنا .

لا أعتقد أن تصنيف اشخاص بعينهم بأنهم مرضى نفسين هو تصنيف قابل للتحقق فكلنا نعانى من أمراض نفسية بشكل أو بآخر وفى اوقات مختلفة من حياتنا حتى هؤلاء الذين يعالجون المرض وربما ما يميز الأطباء النفسين قدرتهم على اكتشاف المرض فى مراحله الأولى والعلاج منه

أنا عن نفسى ليس لدى أى تجارب مع أى أطباء نفسين رغم يقينى أننى أصاب بالعديد من الأمراض النفسية لكننى دائما الجأ لحلول أجدها فى الدين والأسرة والأصدقاء لمواجهة المشكلة

وهذا لا يعنى عدم ايمانى بدور الطب النفسي فبعض المشاكل لابد لها من التدخل المختص

وماذا عنكم هل ما زلتم تعتقدون أن الأطباء النفسيين هم مرضى نفسيين؟ وما هي تجاربكم مع الأطباء النفسيين؟

بالعكس، انظر الى ان هذه الفئة هي اكثر الفئات حماية ووقاية، ومحصنين بشكل لا يصدق، ربما يكمن الأمر من وجهة نظري ان يدركون مخاطر الأمراض النفسية وأعراضها منذ بداياتها يشعرون بذلك، ايضا من ناحية اخرى دائما ما اجدهم يرددون عبارات المحفزة والسعادة ليس لمرضاهم فقط، بل حتى لانفسهم، لدي صديق مختص نفساني عجيب ما مر به في حياته الشخصية، ولكن مع ذلك لو تحدثت معه بدون معرفته الشخصية لظننتي انه خالي من الهموم والمشاكل، لذلك برأي حتى العقل الباطن له علاقة كبيرة في هذه المسألة، عندما يتم اوهامه بأنك بخير سيحدث ذلك بالفعل على أرض الواقع، والعمس صحيح.

اعتقد ان المجتمع يعامل المرضى النفسيين ككائنات مخيفة و يجب الإبتعاد عنها لذا عندما تجد أحدا اصبح طبيبا نفسيا تجد المجتمع و بكل جهل يناديه بالمريض النفسي فقط لانه اختار معالجة أشخاص لا يعي احدهم معاناتهم كيف له ان يختار عملا يجمعه باناس مثلهم لابد وانه أراد أن يعالج نفسه هو الآخر ، لابد وان مخالطته لمرضى نفسيين عدة سيجعل منه هو الآخر مريضا ، المجتمع الذي لطالما عامل المريض النفسي كمجنون عاقل لا يجب الاقتراب منه في حين انهم السبب الرئيسي في مرضه .

اعتقد اننا جميعا عرضة للإصابة بمرض نفسي وليس الطبيب النفسي فقط لكل منا عقدة من ماضيه من طفولته من حاضره وقد يتمكن الطبيب النفسي من معالجة نفسه او من فهم نفسه بشكل صحيح في حالة اصيب بمرض كهذا لذا اعتقد انه اكثر امنا ممن هم على غير ذلك .