كيف يمكننا الإعتناء بصحتنا النفسية في ظل الضغوطات الحالية؟

الأمر صعب فعلاً للحقيقة، سبق وأن عانيت فعلاً في هذه الأمور أثناء الامتحانات أو مقابلات العمل أو تحت ضغوطاته الكبيرة بعد القبول أيضاً، أعاني من هذا الأمر عند التفكير بالمستقبل وكم الأمور الكبير الذي يجب أن يحتويه، لكن هُناك أمور قد نفعت معي في تخفيف حدّة هذه التوترات ومنحي قدرة على التحكّم بصحتي النفسية وتحسينها، مثل أنني بدأت أعرف أنّ وضع أهداف واقعية هو أمر يخفف التوتر إلى النصف، عادة ما نُبالغ بوضع أهداف أصعب مما نستطيع، لا تحاولي أن تفعلي الكثير في وقت واحد، قسّمي المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يسهل إدارتها وضعي أهداف تشعرين أنّها تناسب قدراتك وطاقتك النفسية والفعلية.

منذ فترة كنت أبخل على نفسي بأوقات للراحة، أوقات طويلة، عدّة أيام متصلة، كنت أعتقد أنّ هذا كسل عليّ أن أحاربه، على عكس الآن، الآن أنا مُتحيّز دائماً لراحتي الشخصية وأعامل نفسي كمن يعامل شخص يخاف عليه فعلاً.

لديّ نصيحة إضافية للتعامل مع الضغوطات أفادتني فعلاً، هي أن أتعلم أن أقول لا! جميعنا نقول نعم على كل شيء بدعوى أن هذا واجب عليّ وفي الحقيقة هذا الأمر يعقّد حياتنا وبرامجنا اليومية، تحيّزي لنفسك وقولي لا على الأمور التي تشعرين بأنّها أكبر من طاقتك حتى ولو كانت هذه الـ لا ستؤثّر على مستقبلك أو علاقتك مع الآخرين، لإنّ علاقتك مع ذاتك دائماً أهم برأيي.

دائماً في مثل هذه الأمور أكون على يقين بأن الكلام سهل، أما وقت حدوث المشكلة فالتصرف الفعلي سينتج من مكنونات الشخصية الحقيقية وليس ما كان يرغب به الفرد.

الأمر يحتاج لتدريب طويل، ولا يمكن تطبيقه بسهولة عن طريق بعض النصائح والإرشادات، هناك تدريبات للتحكم في الغضب "Anger management" وهناك تدريبات لإدارة الكوارث والأزمات، وهناك تدريبات على الثبات الانفعالي وتجاوز القلق والتوتر، كل هذه التدريبات تدفع بالإنسان إلى تخطي كل الصعاب والتصرف بشكل جيد وقت الضغوط الشديدة.

عن نفسي وعند حدوث هذا الأمر لي فإنني أسلم أمري لله عز وجل، وأبدأ بالأخذ بالأسباب والسعي نحو الحل والإنجاز، ولا أحمل هم النتائج فهي على الله سبحانه وتعالى طالما بذل الإنسان كل ما في وسعه واجتهد.

وللأمانة أحياناً تواجهني بعض الضغوط الشديدة التي تعكر صفو وقتي، فألجأ إلى عدة حيل لتجاوز ذلك الوقت العصيب منها:

- الخروج من المكان المغلق لمكان مفتوح وبدء السير والتحرك والتنزه قليلاً.

- تناول بعض العصائر والمرطبات مثل الليمونادة الباردة.

- تناول بعض الحلوى أو الشوكلاتة لما لها من تأثير سريع في إنتاج الدوبامين.

وفي النهاية تسير الأمور ولا شيء يبقى على حاله!

لقد نال مفهوم الصحة النفسية الكثير من الضجة والصدى في أيامنا الحالية نتيجة الضغوطات التي صار الأفراد يواجهونها في بيئات العمل والدراسة والحياة اليومية. وقد وجدت أن إدارة صحتي النفسية هي من أكثر الأمور أهمية إذ أنها تعني الاهتمام براحتي والحفاظ على نوعية حياة مريحة بالرغم من الضغوطات التي قد أواجهها من الخارج. وأما عن أساليبي في الاهتمام بصحتي النفسية فهي تشمل الابتعاد عن كل ما يشكل لي مصدر قلق وانزعاج وخاصة الناس السلبية التي تمتص فائض الطاقة الإيجابية التي يمتلكها الواحد منا. فقبل سنوات عديدة لم أكن أعرف أن صحبة هذا النوع من البشر يؤثر كثيرا على صحتي النفسية وأما اليوم فقد صرت أعرف أن حسن إدارة هذا الأمر يقدم لي جودة حياة مقبولة أمام ضغوطات الحياة المتزايدة. وأما الاسترايجية الأخرى التي أعتمدها فهي إدارة الضغوطات من خلال آليات صحية للتعامل Healthy Coping Mechanisms مثل القراءة أو جولة على شاطئ البحر. وبالرجوع إلى هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية يحتل تحقيق الذت قمة الهرم وهو ما يعني أنه من الأساسات في الحفاظ على التوازن النفسي. ومن أجل بلوغ القمة فإن مراعاة الاحتياجات الأخرى يحتل مكانا أساسيا وهو ما يحتم علينا العمل على تامين هذه الاحتياجات (مثل الاحتياجات الفسيولوجية والنفسية) بشكل متوازن لتأمين صحة نفسية متوازنة.