الأمراض السيكوسوماتية: هل الأمراض النفسية تسبب الأمراض الجسدية ؟؟

واحدة من قريباتي تحوّل معها الحزن الشديد إلى مرض نفسي ثُم إلى جسدي في النهارية، وشرحت لنا الكثير من الأمور أثناء رحلة علاجها التي تشرف عليها أمّها، أنّ إحدى الطرق التي يمكن أن تسبب الأمراض النفسية بها أمراضاً جسدية هي من خلال التغييرات في استجابة الجسم للتوتر، عندما يشعر الناس بالتوتر فإن أجسامهم تفرز هرمونات التوتر، نسيت اسمه الآن، أعتقد أنّهُ الكورتيزول، يمكن أن يكون هذا الأمر لهُ آثار السلبية على الجسم، منها زيادة الالتهاب وضعف بجهاز المناعة وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري..إلخ.

لكن ما كان ينبّه عليه الطبيب آنذاك هو أنّ المرض النفسي أحياناً يفرض سلوكيات غير صحية على المرضى مما يؤدي أخيراً إلى علّة جسدية، سلوكيات مثل التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات.

إذاً منشأ الأمر إمّا عاطفي بحت قد يُفعّل هرمونات ويوقف أخرى أو سلوكي قد يحضّنا على تدمير أجسادنا بأيدينا.

نعم بالفعل، لقد مررت شخصياً بفترة عصيبة وعانيت من آلام مستمرة بجسدي، ونوبات من القلق، وصلت أنني كنت أستشعر الموت عدة مرات، وأجريت فحوصات طبية متعددة ولم يكن لدي أي سبب عضوي لما كنت أعانيه، وبعد التقدم في الجانب العلاجي النفسي تحسن الأمر بالتدريج إلى أن زالت كل الآلام وعدت لطبيعتي بفضل الله.

نعم هي حقيقة ولا ينكرها إلا من يجهل تماماً بأمرها.

بالفعل فقد نعاني خلال فترة من حياتنا من أعراض هذه الحالة إذ أننا قد نمر بالكثير من التجارب التي تؤثر على صحتنا النفسية وتوازننا العاطفي , يحصل هذا الأمر معي في حالات الإرهاق الناجمة عن العمل المفرط فأعاني من آلام في الرقبة وفي المفاصل. وقد استشرت طبيبا من أجل هذه المسألة (آلام الرقبة) فأخبرني أنها تشجنات ناجمة عن الإرهاق وضغوط العمل. والحل طبعا أن آخذ فترة من الراحة والنقاهة . وحقيقة فعندما آخذ هذا البرايك فأنا أجد أنني عدت إلى سابق عهدي ويكون ذلك من خلال أخذ ساعات كافية من النوم وممارسة المشي على شاطئ البحر (هناك دراسات علمية تتحدث أن المشي على رمال البحر لها دور في امتصاص الطاقة والشحنات السلبية) وتنظيم ساعات العمل.