منذ فترة ليست بالبعيدة، طلب مني أحد الزبائن في الصيدلية إعطاءه دواء ( زانكس ) و الذي يعرف بمدى تأثيره على المدمنين و فاعليته الإدمانية على البشر الطبيعيين، ناهيكم عن أنه أحد الأدوية المدرجة في الجدول الصيدلي ( أدوية مؤدية للإدمان بنسبة كبيرة ). كانت أحد المعضلات الصعبة لكون صرف الدواء يعتمد على:

  1. وجود وصفة طبية و غير مزورة.
  2. الهيئة العامة للزبون، هكذا نحكم على إمكانية الصرف.

لم أقم بصرف الدواء، لكن قام أحد الزملاء بصرفه عوضًا عني، و ما منعني هنا هو الأخلاقيات في المعضلة الصحية أو الطبية كما تسمى في نطاق الطب. بشكل أدق أجد أن المعضلة الأخلاقية تعتمد على الحاجة و الرغبة الخاصة بالمريض إلى الاختيار من بين خيارين أو أكثر من الخيارات المقبولة أخلاقياً أو بين مسارات عمل غير مقبولة بنفس القدر.

عندما يمنع أحد الخيارات الاختيار من الآخر. و يعد التضارب الفكري للأخلاقيات في توازن و حل المعضلات الطبية هو الفاصل بين الشروع بفعل القرار من تركه و التخلي عنه. في هذا السياق، و لو كنتم لاعبي دور الأساس مكاني ، هل كنتم ستقومون بصرف دواء مجدول دون وصفة طبية مع الاعتماد الفردي على المظهر العام للزبون؟ أم ستمتنعون عن الصرف؟