منذ عدة أعوام انتشر خبر بأن رجلاً تعرض لأزمة قلبية أثناء الإعجاب باللوحة الشهيرة للفنان ساندرو بوتيتشيلي، التي تُدعى "ولادة فينوس" الموجودة في معرض أوفيزي في فلورنسا بإيطاليا.

ولم يكن المعنى الضمني وراء الأخبار المتناقلة أن الحدث كان مصادفة، ولكن في الواقع، أن الجمال المذهل للعمل الفني تسبب في إصابته بنوبة قلبية.

بالرغم من أنه قد يبدو غريبًا، إلا أن هناك تاريخًا طويلًا إلى حد ما وراء فكرة أن الفن يمكن أن يكون ساحقًا لدرجة أنه يتسبب في مرض جسدي، وهو متلازمة ستندال Stendhal.

والتي تحدثت عنها لأول مرة الطبيبة النفسية جرازيلا ماغيريني التي كانت تعمل في فلورنسا المليئة بالجمال الفني، وعرفت المتلازمة بأنها اضطراب نفسي في عام 1989. إذ لاحظت ماغيريني وجود 106 من المرضى -جميعهم من السياح- وقد عانوا من الدوار والخفقان والهلوسة عند مشاهدة الأعمال الفنية مثل منحوتات مايكل أنجلو ولوحات بوتيتشيلي.

ويمكن تعريف المتلازمة وفقًا لما ورد في ويكيبديا

متلازمة ستندال‏ أو متلازمة فلورنسا‏ هي اضطراب نفسي جسمي يُصاب به بعض الأشخاص، ويتسبّب في تسارع ضربات القلب، والدوّار، والارتباك، والإغماء، وأيضًا الهلوسة عندما يشاهد الشخص أي صورة جمالية فنية راقية، خصوصًا إن كان هذا الفن يتسم بقدر عالٍ من البراعة والجمال ومتواجدًا في مكان أو موضع واحد.

وإليكم ما يمكن حدوثه إن أُصيب السائح بمتلازمة ستندال، إذ تتراوح الأعراض من الشعور ببعض القلق وعدم الإدراك الجيد للأصوات والألوان، إلى الشعور بالتعطش للمزيد او النشوة، وصولًا إلى بعض نوبات الهلع ووجع في الصدر.

أعتقد أن متلازمة ستندال هي العكس تمامًا لمتلازمة باريس، التي تتسبب في إصابة السائحين بأعراض نفسية حادة عند اكتشاف أن العاصمة الفرنسية لا تتناسب مع توقعاتهم العالية غير الواقعية.

فهل شعرت بأعراض غريبة عند مشاهدتك لأعمال فنية مميزة، وهل تعتقدون أن الإبداع حقًا سلاح ذو حدين ويمكنه التأثير علينا بالسلب؟