تتنوع المشاعر والعواطف البشرية بين حب وكره، خوف وأمان، وغيرها من مشاعر طبيعية يستجيب لها الإنسان حسب الموقف المعرض له. ومن الطبيعي أيضًا تفضيل عاطفة على أخرى بالنسبة لكل شخص منا، فبالنسبة لي أميل إلى بعض المشاعر المتضاربة مع بعضها ولكن حسب كل موقف أتعرض له. فأفضل الحب أحيانًا والتشويق أحيانًا أخرى، وربما أفضل الخوف في بعض الأوقات وبالأخص عند مشاهدة أحد أفلام الرعب.

ويظهر حب الخوف والاستمتاع به نتيجة رغبة الفرد في شعور جسده بالخطر والتأهب لأي تهديد محتمل، فتتسارع ضربات القلب ويتوتر الشخص وترتفع معدلات هرمون الأدرينالين. وبعد انتهاء لحظات الخوف تلك يشعر الإنسان بالسرور والإحساس بالانتصار نتيجة تجاوزه للحظات الخطر، فيتحول خوفه إلى أمان. ولكن ما السر وراء استمتاعنا بهذا الخوف؟

توجد عدة أسباب لهذا الشعور -وإن كان بعضها مجهولًا حتى اليوم- لكن أهمها هو ارتفاع هرمون الأدرينالين، الذي بدوره يزيد من معدل ضربات القلب وارتفاع هرمون التوتر (الكورتيزول)، فيرتفع ضغط الدم وتزيد معدلات التنفس والجلوكوز في الدم، فيشعر الإنسان بطاقة كبيرة يمكنه استغلالها في العمل. وهذا ما يحدث لنا في بعض المواقف اليومية، مثل ليالي اجتياز الامتحانات ومقابلات العمل وغيرهما.

لكن الغريب أنه بعد انتهاء الخطر المحتمل وتلاشي شعور الخوف، يحفظ المخ هذه المواقف كي يمكننا التعامل معها إن تكررت، ومع ذلك نصاب بالأعراض ذاتها في كل ليلة امتحان أو ليلة تسليم عمل. فهل برأيكم أننا اعتدنا الخوف وصرنا نستمتع به إلى تلك الدرجة؟ وما هي أكثر المشاعر الإنسانية التي تستمتع بها؟