يعد الرضا عن النفس من أهم عوامل تقدم الإنسان وتقبله لنفسه في أوقات نجاحه وفشله، ولكن هذا الرضا ينعدم أو يختبئ لدى نسبة كبيرة من الأشخاص، لتتحول نظرتهم إلى أنفسهم من التقبل والطموح إلى رؤية أنفسهم وكأن لديهم نقص وشعور بعدم الكفاءة. وهذا ما يُطلق عليه الشعور بالدونية. وهو شعور الشخص بأنه أقل من شخص آخر، فيشعر بكره الذات وانعدام الأمان النفسي نتيجة نقص يشعر به، سواء كان نقص جسدي أو نفسي أو حتى تخيلي افترضه الإنسان وعاش فيه.

كنت أشعر في فترة مراهقتي بشعور بالذنب حينما أتفوق على زميلاتي ويتم تكريمي دونًا عنهم، ورغم أن الأمر ربما لا يتعلق بالدونية المستمرة إلا أنه أثر حينها في شخصيتي وجعلني خجولة من الإجابة عن أي سؤال أو متجاوبة مع البيئة التعليمية. وهذا ما قد يمر به مصاب الدونية، إذ يمكن أن يشعر ب:

  • العزلة والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية.
  • التفكير بصورة سلبية والنظر للفشل دائمًا دون وضع النجاح في الحسبان.
  • الشعور بالذنب وجلد الذات واحتقارها باستمرار.
  • انعدام الشغف والتوقف عن التفكير في الطموح.
  • التقليل من شأن الآخرين في محاولة لتبرير فشله.

أما عن مسببات هذا الشعور فتوجد العديد من الأسباب، وإن كان أهمها من وجهة نظري هو التربية والبيئة المحيطة في أثناء الطفولة. أعرف مراهق من بيئتي يعاني الدونية نتيجة تقليل أبويه منه باستمرار وانتقاده على أي فعل رغم تشجيعهم لإخوته، وهو ما ربى بداخله هذا الشعور لدرجة أنه صار يتعجب إن مدحه أحدهم!

بالإضافة إلى الأسرة، يوجد التنمر وبالأخص للأشخاص الذين يعانون أمراضًا جسدية أو نفسية في مراحل طفولتهم. على سبيل المثال فاقدي حاستي السمع أو البصر، ومرضى المشكلات العقلية ومشكلات النمو ومرضى التشوهات الجسدية المختلفة. فهل لديكم أسباب أخرى يمكنها التأثير في الإنسان وإصابته بالشعور بالدونية؟

يحتاج مصابي الدونية إلى تعامل من نوع خاص، فالذهاب لطبيب نفسي والحصول على الدعم وتعزيز الثقة من أهم طرق التغلب على عقدة النقص. كما أن إظهار تعاطفنا معه ودعمنا إياه بأسلوب مقبول يساعده في تخطي هذه الأزمة. فهل شعرتم من قبل بمشاعر الدونية أو النقص، وكيف يمكننا التغلب عليها؟ وبالإضافة إلى ما تقدم.. كيف يمكننا التعامل مع مصاب الدونية ومساعدته؟