لمصطلح "أناني" وقعٌ سلبي يجعلنا ننفر من هذه الصفة.. نحن دائمًا ما نرى هذا الشخص الذي يعطي اهتمامًا لذاته أنانيًا. 

لكن ماذا إذا أخبرتك بأن الأنانية نوعان، إيجابي وسلبي؟ أو صحي وغير صحي.

الأنانية الصحية هي التي لا تتضمن إيذاء الغير، بينما الأنانية غير الصحية هي التي تتضمن إيذاء الغير أو ظلمهم بأي شكل.

كان يرى "ماسلو" عالم النفس الأمريكي الذي وضع التسلسل الهرمي لاحتياجات الإنسان أن الأنانية الصحية فيما يتضمن صحة الفرد، ونموه، وسعادته، وقوته، وحريته، يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على الذات وعلى الآخرين.

هذه بعض الطرق البسيطة التي يمكن أن تعزز الشعور بالأنانية الصحية:

  • أخذ قسطًا كافيًا من النوم كل يوم ولا تهاون في ذلك.
  • الاهتمام بالشكل والمظهر الخارجي.
  • جعل فترات من الراحة والابتعاد عن بيئة العمل كلما شعرنا بالضغط.
  • مشاركة المشاعر مع من يهمهم أمرنا، وطلب الدعم منهم.
  • الخروج في إجازة.
  • عدم التنازل عن حقوقنا من خلال طلبها والدفاع عنها.
  • تدوّن يومياتنا والتحدث عن أنفسنا فيها.
  • عدم الشعور بالذنب لأمر لسنا سببًا فيه، ولا لأمر ليس بيدنا حله.
  • قطع كل العلاقات السامة في حياتنا.
  • عدم الرد على الرسائل أو المكالمات حينما لا نريد ذلك.

والكثير من الأمثلة الأخرى التي لا يتسع المكان هنا لذكرها.

ربما تبادر إلى ذهنك أن تسألني، حسنًا، فهمت كيف تؤثر الأنانية على الذات، ولكن كيف يستفيد منها الآخرون أو المجتمع؟

سأسال هنا سؤالًا استنكاريًا..

تخيل معي مجتمعًا به أفراد أصّحاء، احتياجاتهم مُشبَعة بالفعل، هل تعتقد أنهم سوف يؤذون بعضهم البعض أو يظلمون بعضهم؟

والعكس هنا، هل يُعقل أن يستطيع مجتمع يعاني أفراده من نقص في الاحتياجات أن يكون مجتمعًا صحيًا؟

في الطائرة وقبل الإقلاع، حينما تنبّه المضيفة على تعليمات الأمان، فإنّ من ضمنها أنه في حالة تعرض الطائرة للخطر يكون عليك أن تسارع لإنقاذ نفسك أولًا ثم لتنقذ الآخرين..

لن تستطيع أن تنقذ أحدًا إن لم تكن أنت نفسك بحالة جيدة.

لذا دعونا لا نحرّم الأنانية تحريمًا مطلقًا.. في المرة القادمة التي تروّن شخصًا يهتم بذاته أرجوكم لا تسرعوا بإطلاق لقب أناني.

هل تتفقون معي؟ أم لكم أبعاد أخرى في النظر إلى موضوع الأنانية؟

هل تمارسون الأنانية الصحية؟