حينما يمر علينا وقت نشعر فيه بتحكمنا في زمام الأمور وأن كل شيء تحت السيطرة، ولكنه في حقيقته ليس كذلك. هذا هو وهم التحكم، وكأننا نصدق بأن الحياة تسير وفق قراراتنا ورغباتنا، مع أنه أمر غير معقول.
أشعر وكأني كنت من مصابي وهم التحكم في فترة دراستي الجامعية، فبالرغم من كون تخصصي صعب للغاية إلا أن ثقتي المفرطة أدت بي إلى مذاكرة الكثير من المنهج الدراسي لأول مرة في أغلب ليالي الامتحانات. وهو الأمر الذي أثر على صحتي الجسدية وطريقة نومي ونمط حياتي كاملًا. وبالرغم من معرفتي في كل عام بأهمية المذاكرة أولًا بأول، إلا أن اعتمادي على مهارتي العالية في المذاكرة تحت الضغط كان دافعًا لي لأشعر بأني متحكمة في الأمر.
وهذا ما قاله علماء النفس، إذ وجدوا أن وهم التحكم يعتمد على أمرين وهما اكتساب الإنسان لمهارة ما فيشعر بتحكمه في العمل، وثقته في الحظ أحيانًا.
وبرأيي أن وهم التحكم مفيد في حالة ما إن كان الشخص يعمل جيدًا تحت ضغط، كما أنه يؤدي إلى خوض تجارب جديدة في أضيق الأوقات مما قد يعزز الثقة بالنفس وينمي روح التحدي ومعرفة الإنسان بنقاط قوته.
ومع ذلك فلا يمكننا غض النظر عما يمكن أن يؤدي إليه وهم التحكم من ارتكاب حماقات أو تعريض الإنسان نفسه للخطر وشعوره بالغضب إن لم يتمكن من التحكم فيما كان يعتقد أنه متحكم فيه.
فهل لديكم تجارب فعلية مع وهم التحكم، وبرأيكم هل به جانب صحي بالفعل أم يضر بالإنسان؟
التعليقات