هناك شعور قد نمر به أحيانًا أو يصبح شعورًا أساسيًا في يومنا، وهو الخوف من فوات الأشياء. 

أتعلمون شعور أن تخططوا لأمر ما ولكن الناس من حولكم قد بدأوا في تنفيذ خطة أخرى، فيتولد لديكم الإحساس بأن هناك حدث يمر من دونكم وتخشون أن تكون خطتكم هي الأسوء من بين كل الخطط؟

أو تخافون من اتخاذ قرار خشية ألا يكون القرار الأفضل، فيتولد لديكم قلق حيال كل القرارات اليومية.

إنه قلق فومو الخوف من فوات الأشياء "Fear of Missing out"

قلق فومو هو حالة تدفع الفرد إلى معرفة كل ما يفعله الآخرون وذلك خوفًا من فوات حدث دون المشاركة فيه، فهو الخوف من الندم على ضياع أي شيء. 

أعاني قلق فومو عند شراء الكثير من الأشياء، فمثلًا قبل شهر رجب نويت شراء ثلاجة، ولا أخفيكم أني شاهدت مراجعات عديدة قد تتجاوز ال 50 فيديو وبحثت عن آراء المستخدمين في عدة مواقع ومجموعات من أجل معرفة أفضل ثلاجة مناسبة لي، لدرجة شعوري الآن بأني خبيرة في الثلاجات! وبعد كل هذه الفترة لم أشترِ الثلاجة إلا قبيل رمضان أي بعد مرور حوالي شهرين.

صحيح أنني كنت أرغب في أفضل ثلاجة، ولكن ما فعلته كان خوفًا من الندم على فوات شراء ثلاجة ذات إمكانيات أفضل، فظللت على هذا الحال حتى حدث ارتفاع الأسعار، والآن قد اندم على الانتظار لا على الندم من فوات الأمر نفسه.

يرتبط قلق فومو بأحداث أصعب من قرارات الشراء والذهاب لعشرات المحلات من أجل شراء قطعة ملابس بسيطة، فالبعض يقع في قلق فومو عند القرارات المصيرية كالعمل في وظيفة معينة أو تغيير وظيفة، كذلك مع حالات الارتباط والزواج، أو عند التفكير في السفر للعمل أو السياحة.

أعتقد أن بعض العاملين عن بعد والمستقلين قد واجهوا قلق فومو قبل دخولهم هذا المجال.

ازدادت وتيرة قلق فومو بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتوسعها بشدة في الفترة الأخيرة. ولعلاج أو تخفيف هذا القلق يقترح بعض العلماء والباحثين أن تتم محاولة جمع تركيز الفرد على المكاسب الفورية للقرار الذي اتخذه، وإبعاده عن الخسائر المحتملة التي قد يشعر بها إن فاته أمر آخر.

فهل واجهتم قلق فومو من قبل، هل تتأثرون بقرارات الآخرين عند شراء أمر جديد أو اتخاذ قرار مصيري وتخشون الندم على فواته؟