هناك شعور غريب قد يشعر به البعض منا هو انعدام الرغبة في شيء كان هو الرغبة الأولى له من قبل. بالنسبة لي كنت أحب طعام معين لدرجة أن يومي لا يكتمل إلا به، ولكن بعد مرور عدة سنوات من هذا الحب تحول الأمر إلى نفور من مجرد رؤيته. بنفس هذه الرؤية يحصل فقدان الشغف واللذة أو ما يسموه في الطب النفسي ب الأنهيدونيا.

تعجبت قليلًا حينما اكتشفت أن فقدان الشغف قد يصبح مرضًا نفسيًا، فقد اعتقدت أنه عرض لمرض وليس المرض بحد ذاته. سأخبركم بما علمته حول الأنهيدونيا لنعرف ما إن كان فقدان الشغف لدينا مجرد واقعة بسيطة أما إشارة ينبغي لنا الاهتمام بها.

الأنهيدونيا هي حالة مرضية تتمحور حول انعدام اللذة للعديد من الأمور التي كنا نتمتع بها من قبل.

وتتعدد أسبابها بشكل كبير، وتظهر جلية في فقدان الشخص لشغفه بالكثير من رغباته، بل وبعلاقته بالآخرين وأحيانًا يفقد الشغف في نفسه أيضًا.

أعراض الأنهيدونيا أو فقدان الشغف المرضي:

  • عدم انسجام الفرد مع الأمور الاجتماعية المحيطة، فحينما يقوم أحدهم بدعوته إلى مناسبة ما يبدأ في التهرب من حضورها مبررًا ذلك بأنها ليست مهمة أو أنها لا تناسبه. وبذلك يبدأ في قطع علاقته مع الكثير من الناس ويصبح سعيدًا بهذا الابتعاد.

قد نتهرب من مناسبة لا تلائمنا بالفعل، ولكن علينا الحذر إن بدأنا نعيد هذا التهرب في كل المناسبات والعلاقات الاجتماعية دون مبرر منطقي.

  • الاضطرابات الشخصية وأسلوب الحياة المتغير، حيث يعمل المصاب بفقدان الشغف على تغيير طريقته في التعامل مع الحياة كل فترة، فيكره ما كان يحبه ويحب ما كان يكرهه، حتى يصل إلى مرحلة يلوم فيها نفسه على حاله تلك وأنه لا يقوم بأي دور في هذه الحياة، وهنا إن وجدنا أحد المقربين منا يعاني ذلك، فعلينا الحذر من دخوله في حالة اكتئاب قريبة ومحاولة مساعدته قدر الإمكان، ولكن كيف يمكننا مساعدة مريض الأنهيدونيا برأيكم؟

وقد قرأت دراسة تشير إلى أن نسبة الإصابة بفقدان الشغف المرضي قد تصل إلى 50% في بعض المجتمعات، ولكن الغريب هو عدم اعتراف الكثير من الناس بأنه مصاب بهذا المرض ويرجعون الأمر إلى ضغوطات الحياة وما إلى ذلك، فكيف يمكننا توعية المجتمع بالأنهيدونيا، وكيف نحمي أنفسنا من الإصابة بالأنهيدونيا ؟