دائما ما يكون الحرمان من الطعام أو تحديد أنواع معينة للطعام هو أكبر مشكلة تواجهني عند تحديد نظام غذائي لأحد المرضى. هل من الممكن أن أتناول الطعام كيفما أشاء وقتما أشاء وأفقد الوزن؟ هل يمكن وصف الأدوية لي وممارسة الرياضة حتى لو شاقة في مقابل إنقاص الوزن؟
في بداية عملي كان هذا السؤال غريبا لي، ولكن تطور الأمر وأصبح مضحكا من كثرة اعتياده. لا أخفي عنكم أنني كثيرا ما أود الإجابة بنعم يمكن! ولكن علميا الأمر غير معترف به!
مع كثرة إعلانات السوشيال ميديا ومندوبي شركات الأدوية "ستأكل كثيرا كل ما تشتهيه، من اليوم انس أمر الريجيم، لا داعي للحرمان مرة أخرى....إلخ" ، أثرت هذه الإعلانات بالسلب على مرضى السمنة، بشكل مستمر أتعامل مع ضحايا لمثل هذه الدعايا رغم تحذيرات منظمات عديدة من أدوية التخسيس عموما بشكل منفرد أو ممارسة الرياضة الشاقة دون ترتيب مسبق أو تحديد هدف لها..
الحرمان من الطعام الشهي والمفضل والحلوى لفترات طويلة وبشكل مفاجئ في الحقيقة أمر مزعج، ولكنه الحل الأمثل لو أن عدم الحرمان مؤذ للجسم، ولكن كما تقول القاعدة الإنجليزية الشهيرة No gain without pain.. كيف يمكن أن نعالج شيئا مؤذيا بسهولة أو نعالج أمرا مؤذيا أيضا تم بناؤه في شهور وسنوات في أيام معدودة، الأمر يبدوا مضحكا!
الحل الأمثل طبقا لترشيحات ودراسات وأبحاث علمية استغرقت سنوات هو تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة وفي حال عدم الحصول على النتيجة المناسبة بعد فترة معينة يتم اللجوء للأدوية وأنواع معينة منها فقط ولفترات معينة، حتى هذه الأدوية تكون تحت إشراف الطبيب المختص لتجنب أي مضاعفات..
لا ننصح إطلاقا بكتابة أي أدوية لفقدان الوزن ولا الانصياع لتلك الإعلانات الواهمة.. تنظيم الطعام ليس حرمان بل من الممكن أن تتناول ما تشاء ولكن تحت إشراف طبيبك المختص وتحديد كميته ووقته..
ما مدى اقتناعك بتلك الأدوية؟ هل تقتنع حقا بأنك تستطيع أن تتناول ما تشاء وتحافظ على وزنك في آن واحد؟
التعليقات