الجينات الوراثية تتحكم في السمات الشخصية

إعتقادي دائمًا أن البيئة هي التي تحدد الصفات الشخصية للإنسان، فأرى أن الإنسان موجود بداخله الخير كما موجود الشر كذلك

إلا أن المكان من حوله والظروف هما ما يحددان أيهما سيختار.

قرأت الآن ورقة علمية عن دور الجينات في اتسام الشخص ببعض الصفات، واقتنعت بالدور الذي يقدمه جين CADM2 في حياتنا.

وهذه الدراسة توضح هذا الدور بشكل مفصل

فوُجِد أن النساء أكثر تعاطفا من الرجال بنسبة لا بأس بها

النساء في المتوسط أكثر وداعة، و الوداعة المفرطة تسبب التعاطف مع فئة نعتبرهم كالضعفاء الذين يحتاجون الحماية، و قلة التعاطف مع فئة أخرى نعتبرهم الطغاة الأقوياء.

لذا لن أقول أن النساء أكثر تعاطفا.

هذه مسألة مختلف عليها, من وجهة نظري ارى أن المعتقدات هي التي تحدد صفات وتفكير الشخص اضافة الى البيئة المحيطة به, طبعا هنا لا أقصد المعتقدات الدينية بل أقصد المعتقدات الفكرية, يعني رأي الشخص حول الخطأ والصواب, حول الخير والشر, حول المساعدة أو التجاهل, وهكذا, المعتقدات هي ماتشكل الانسان وصفاته, ف اذا كان الانسان يرى أن المساعدة لاتنفع في شيء لأن نفس الشخص مثلا سيحتاج مساعدة بعد يوم مثلا, ستكون عنده صفة عدم المساعدة وهكذا.

ما رأيكم ما الذي يحمل الدور الأكبر الجينات أم البيئة ؟

سواء البيئة أو الجينات كلاهما يدعى عوامل مؤثرة، لا يمكن تجاهل الاثنين أو إجازة عامل على الآخر بفارق كبير، الحقيقة أن الأمر عبارة عن معادة.

جينات إدمان + بيئة هادئة وطبيعية = قدرة على التحسن ومحاربة الإدمان

جينات هادئة + بيئة إدمان = إحتمالية كبيرة جدًا للإدمان

جينات إدمان + بيئة إدمان = إدمان لا محالة

جينات هادئة + بيئة هادئة = شخص هادئ

يمكن لهذه المعادلات تمثيل تأثير عاملين فقط وهم الجينات والبئة، ولكني شخصيًا أؤمن بوجود عوامل أخرى مثل نوعية الأكل والشرب، ونوعية المناخ ونوعية هواء، جميع هذه العوامل تؤثر في شخصية البشر بأكل طفيفة ولكنها مؤثرة على مدار الحياة.

لا شك أنه لا يمكن الفصل تماما بين العوامل الچينية، والعوامل البيئية.

فمن واقع دراستي العلمية أستطيع أن أقول أن الچينات المتوارثة يمكن أن يحدث لها ما يعرف بالطفرات ( التغيرات المفاجئة) أو ظهور واضح إن كانت چينات متنحية/ غير ظاهرة فقط نتيجة للعوامل البيئية، فالبيئة المحيطة بنا تلعب دورا هاما في عواملنا الوراثية سواء بتعزيزها، أو بتغييرها.

فهناك العديد من الأمراض قد يصاب بها انسان بالوراثة من والديه، ويصاب بها شخص آخر نتيجة لظروف بيئية ساعدت على تحور چيناته، وهنا النتيجة سواء الإصابة بنفس المرض.

كشفت الأبحاث عن وجود جين يسمى بCADM2 داخل الخريطة الجينية لمجموعة من الأشخاص يحملون صفات التهور وإدمان المخدرات وتعاطي الكحوليات لفترات طويلة واضطرابات نفسية وعصبية أخرى ويعد هذا أول كشف للتشريح الجيني يربط بين السمات الشخصية والصفات الوراثية ومازال العلم يكشف لنا الكثير.

وهل هذا الجين ينتقل وراثياً؟؟

لا أعلم مدى دقة ذلك، فأن ينسب الأمر ولو بنسبة بسيطة إلى الجينات والتوارث، فهذا سيجعل أغلب من في الكون مجرمين او متعاطين وهو ما لا أظنه صحيحاً ولا منطقياً.