حين نرى أن جينات أفراد عائلة ما جميعًا تثبت أن الطول صفة لديهم، ولكن على الرغم من ذلك يٌنجب في العائلة فرد قصير القامة، نرسم في عقولنا علامة استفهام حول الأمر، لأننا لسنا على دراية بأن الجينات تلعب دورًا أساسيًا في تحديد طولنا، ولكنها بالتأكيد ليست العامل الوحيد؛ فهناك عوامل أخرى لا تقل أهمية عن الجينات.

إنّ قصر القامة النفسي أو Psychological short stature (PSS) هو اضطراب ناجم عن الإهمال والحرمان العاطفي الذي قد يعاني منه الشخص في طفولته، ولذا من البديهي أن تشيع لدى الأطفال الذين اضطرتهم الظروف للعيش بالملاجئ.

وهذا لأن تلك الظروف عادةً ما تقترن بعوامل أخرى تترتب عليها وتؤثر بشكل مباشر على طول القامة، وأكثرها أهمية:

  • سوء التغذية.
  • ارتفاع مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) مما يثبط هرمون النمو على الجانب الآخر.
  • الأدوية التي قد يتم تناولها أيضًا تؤثر على مستويات هرمون النمو بالسلب.

نستنتج من ذلك أن قصر القامة قد يكون من السهل التعامل معه في الصغر إذا عُلم أنّ السبب فيه ليس الجينات، على الرغم من أن التركيبة الجينية اليوم أيضًا صارت من الأمور التي يمكن التحكم بها وتعديلها. الأمر من أوله لآخره يتعلق بمعرفة المنشأ.

وفي النهاية أطمح أن تشاركوني النقاش حول قصر القامة، كيف يمكننا تعزيز فكرة قبول الذات بغض النظر عن طول الشخص أو مظهره الجسدي؟

ومن خبرتكم، كيف تؤثر التصورات المجتمعية للطول على احترام الشخص لذاته وقيمته الذاتية؟