سمعت من صديقي ذات يوم: "كنت في فترة ما من حياتي أرغب أن ألتزم بممارسة الرياضة، وحقًا قد بدأت وحققت نتائج مبهرة لي ولمَنْ حولي. حتى اعتقدت أني وصلت لمرحلة المثالية الجسدية، لكن لم أدرك أن لكل نجاح ضريبة يجب أن تُدفع. الضريبة التي دفعتها تغلبت على النتائج التي حققتها. أصبت بالاكتئاب بسبب كوني مهووس بزيادة وزني حتى إن كانت بعض الجرامات. و نتيجة لذلك بدأت عدة مشاكل أخرى على إثر الاكتئاب، أصبحت أكل بشراهة و أتقيأ كل ما أكله فأنا لا أريد أن يؤثر ذلك على وزني. أصبت بمشاكل في الجهاز الهضمي بسبب هذه الحال، تحولت الرياضة من حلم أريد تحقيقه إلى مصدر الإساءة الجسدية والنفسية". 

العقل السليم في الجسم السليم، هذا ما نشأنا عليه. لا أحد يستطيع أن ينكر مدى أهمية الرياضة في حياتنا؛ فهي تنمي المخ وتحافظ على الصحة. لكن من الممكن أن تكون سببًا في ضياعها. قد يؤدي هوسنا بالرياضة للعديد من الأمراض كالاكتئاب، واضطرابات الطعام.

 اضطرابات الطعام تنقسم إلى نوعين: فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) هي حالة من القلق المستمر نشعر به لهوسنا من زيادة الوزن رغم أنه لا توجد مشكلة، هي مجرد فكرة نريد أن نصبح أنحف وقد تسبب أمراض صحية كثير أشهرها توقف الدورة الشهرية للبنات. والآخر وهو ما عانى منه صديقي الشره المرضي العصبي (Nervosa Bulimia) اضطراب يجعلنا نأكل أحيانًا بشراهة ومن ثم الانقطاع عن الأكل تمامًا، فنشعر بالذنب فنتقيأ أو نتناول الأدوية الملينة للحفاظ على الوزن. هل تدركون نتيجة هذا العناء؟ 

أصبحت أُنبِّه كل مَنْ أعرفه و يريد البدء في الرياضة من مخاطرها، فيستنكر الأمر فأحاول مساعدته لتجنبها. لا يجب علينا التطلع إلى المثالية؛ فما زاد عن حدِه انقلب ضدِه. أدركت أن كل شيء عبارة عن عملة لها وجهين، خير و شر. إذا كانت الرياضة الوجه الخير للعملة، أهي الوجه الآخر أيضًا أم شئ آخر ؟

هل واجهتكم هذه المشكلة؟ كيف تغلبتم عليها؟ و ما نصيحتكم لمَنْ سيبدأ رياضة؟