تكثر التحذيرات من حولنا حول مخاطر المبالغة في تناول اللحوم، ما يدفع البعض منا إلى مقاطعتها وتفضيل التغذية النباتية، فالاعتماد على الغذاء النباتي ومقاطعة اللحوم هو خيار شخصي ويتعلق بعوامل مختلفة، فبعض الناس يفضل التخلي عن اللحوم احتجاجا على التربية التجارية للماشية أو استخدام المضادات الحيوية والهرمونات في المواشي، وبعضهم يقاطع اللحم لقناعات دينية وآخرون يبتعدون عن تناول اللحم للمحافظة على تغذية أكثر صحية، إلا أن الخبراء يرون بأن لكل نظام غذائي محاسنه ومساوئه.

يتطلب اتباع هذا النظام حداً أدنى من الثقافة الصحية والغذائية لتجنب النقص الذي قد يعانيه النباتي في مكونات غذائية أساسية يحتاجها الجسم ولا يمكن إيجادها إلا في البروتينات الحيوانية أو عند دمج أطعمة معينة بعضها مع بعض.

يسبب النظام الغذائي النباتي الحاد عادة عسرا في الهضم بسبب البكتيريا المعوية، فتغيير النظام الغذائي يؤدي إلى حدوث تغيير في تكوين البكتيريا الموجودة في الأمعاء و ظهور بعض الأعراض مثل الشعور بالنفخة وعسر في الهضم وغيرها من الأعراض.كما يؤدي هذا النظام إلى نقص الفيتامينات والمعادن و نقص الأحماض الدهنية مثل الأوميغا 3 الذي يساعد في تخفيف الالتهاب والحماية من الخرف، ويمكن الحصول عليه من أكثر مصادره شيوعا وهي الأسماك الدهنية وزيت السمك.

يلجأ العديد من النباتين إلى تعويض هذا النقص بتناول الأطعمة المدعمة بتلك المكونات التي تنقصه كالحديد والكالسيوم، إلا أن قدرة الجسم على امتصاص المكونات الصناعية في الأطعمة المدعمة تكون أقل من امتصاصها في الأطعمة الغنية بها طبيعياً. فالجسم يمتص المصادر الطبيعية بشكل أفضل.

لا شك أن في اتباع النظام الغذائي النباتي فوائد عديدة، حيث أظهرت الدراسات أن بين النباتيين نسبة أقل من الإصابة بأمراض القلب والكوليسترول وسرطانَي الثدي والقولون كونهم يحصلون على نسبة كبرى من الألياف.

لكن في المقابل هم يعانون من نسبة كبيرة من البدانة لأنهم يتبعون نظاماً غذائياً يرتكز على النشويات.

يجب أن يحتوي الغذاء الصحي على كميات متوازنة ومحددة من جميع العناصر الغذائية فمن أهم النصائح التي تحقق لنا التوازن الغذائي هي تناول الوجبات والأطعمة الغنية بالمواد البروتينية سواء كانت نباتية أو حيوانية كالأسماك واللحوم والدجاج والتي يتم تناولها خلال وجبة الغذاء، كذلك منتجات الألبان والبيض والجبن بجميع أنواعه ، ولابد أيضا من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من البروتين النباتي الموجود في البقوليات مثل الفاصوليا والعدس...

هل اتباع نظام غذائي محدد يؤثر على التوازن الغذائي برأيك؟

هل تغلب الخلفيات الإيديولوجية والإقتصادية والخيارات الشخصية عادة على اعتماد نظام معين دون التركيز على التوازن الغذائي والحفاظ على الصحة؟