كبداية، لا أقول إطلاقاً أن الجميع مكبوتين، ولا أقول أن تفريغ الرغبات بشكل عشوائي أمر صحيح، كتوضيح آخر، العفة، ليست مساوية للكبت الجنسي، هناك أشخاص يختارون التعفف، وهناك آخرون يجبرون عليه، هكذا دون تفسيرات، وهنا يحصل الكبت.

لا أعتقد أيضاً أن الأمر مقتصر على المجتمعات العربية فقط، ولكن كوني عشت في بلد عربي، وأعرف أشخاصاً في بلاد عربية، اتحدث عن الأمر في النطاق الذي أراه.

في السنوات القليلة السابقة، ربما السنة السابقة فقط، حصل ما يشبه انفجار للكبت -او هذا ما لحظته على الأقل- انفجار بكل ما تعنيه الكلمة، على مستويات مخزية، وبطريقة مخزية أكثر.

وهذا مما شاهدته أنا، لا أدري حقاً هل الأمر أسوأ أم أفضل مما أرى.

في السابق "لنقل في عصر الكبت" كانت مشاهدة الأفلام الإباحية هي الأمر الجلل "وهو ما يفترض بها أن تكون"... كانت قمة ال"مراهقة" فيلم أو اثنان على الهاتف، وحتى لو كان قرصاً صلباً كاملاً مخصصاً لهذه الأفلام، كان الأمر كله ضمن سياق "ياللمصيبة أفلام إباحية"...

في الأيام السابقة رأيت أغرب ما يمكن أن أراه في حياتي، مجموعة من الفتيات في مجموعة فيسبوك "مخصصة للفتيات" يتحدثن بحديث مخز حقاً، يعني أنا لست مؤدباً، أنا شخص منحرف جداً في الحقيقة ولا أخفي ذلك مطلقاً ولا أحاول حتى، ولكن حتى أنا لم أصل لهذا المستوى بعد

بالنسبة لي شخصياً، مقدار حياء المرأة لا يجب أن يقل عن مقدار حياء الرجل، ولكن لطالما كانت هناك "النظرة" التي حكمت على الفتيات المزيد من الحياء، وصول الانفلات لهذه الدرجة عند الفتيات أيضاً أمر لا ينذر بالخير مطلقاً

بغض النظر عن كل شيء، المشكلة تتلخص برأيي في ثلاث نقاط:

  • الكبت الغير منطقي أخرج كل شيء بطريقة خاطئة، بشكل انفجار، سواء لدى الذكور أو الإناث، لم يسهل الأمر الأوضاع المأساوية التي تحصل في كل مكان، مما جعل الأمر أسوأ وأخذ "الرغبات" في سياق خاطئ تماماً

  • تفكير "هذا الأمر ليس صحياً، وليس جيداً" لم يعد موجود، الأمر الذي يجعل هذا الانفجار أسوأ، في السابق، أسوأ الاحوال كانت تعني فعل شيء ما تحت "أنا اعلم انني افعل أمراً خاطئاً، ولكن.." أما الان فالموضوع "انا لا افعل أي شيء خاطئ، المجتمع هو المخطئ، انت مخطئ.."

  • لنفترض مثلاً ان الامر على أرض الواقع ليس بهذا السوء الموصوف "وهو فعلاً بهذا السوء" ولكن لنفرض جدلاً أن الإنترنت لا يعبر مطلقاً عن الحقيقة، وان كل هؤلاء الفتيات اللواتي يعلقن تعليقات مخزية، اللواتي يتحدثن عن موضوعات مخزين، هن بالفعل شباب، او ان كل الشباب الذين يتحدثون بهذه الطريقة هم اصحاب حساباتت وهمية، هذا يزيد الأمر سوءاً بعد أن تفكر بالموضوع

هناك مشكلة حقيقية لدى شاب تجعله ينشئ حساباً باسم فتاة ليتحدث بطريقة مخزية عن رغبات لفتاة وليست لشاب، أو المشكلة الأسوأ انفصام الشخصية الذي يجعل الشاب يدخل بحساب وهمي ليتحدث عما في "عقله الآخر"

المشكلة حقيقية فعلاً، وأظن أن الانفجار قد حصل، وهذا ما نتج عنه... او هذا ما اتمناه حقاً "لانه اذا لم يحصل، فالسنوات القليلة القادمة ستكون مجنونة"