من منا لم يمر بتجربة الحرج في طلب أجره من صاحب المشروع، بالأخص في بداياته الأولى التي مازال فيها كالوردة المغلقة. ولكن ما الحل لإنهاء هذا الخجل؟ خصوصًا أننا إلى اليوم مازلنا نملك منه بعض البقايا؟ هل هو تقييم العمل ومعرفة قيمته الحقيقية وماذا يضيف لصاحب المشروع؟ أعتقد أن هذا من ضمن الأساليب المهمة لذلك يلجأ بعض من أصحاب المشاريع إلى التقليل من قسمة ومجهود المستقل مخرجين أي عيوب في عمله حتى يشعر أن عمله بلا قيمة فلا يملك جرأة التفاوض على سعره. أم أن عملية تقييم عملنا غير مجدية والأفضل هو فهم متوسط الأجور لنوعية الخدمة التي نقدمها ومن ثم اتباع الزملاء في نفس ما يقولونه حتى لو كانت قسمة العمل أغلى؟ أعتقد أن هذه أيضًا سياسة مناسبة، ولكنها ثد تخسف بمجهودات الكثير من الفنانين الأرض الذين كتاباتهم قد تتفوق على نجيب محفوظ. طيب ما الحل؟ هل نقول لصاحب المشروع أن الأجر جزء من عملية تطويرنا المهني التي تؤدي بنا إلى تقديم الخدمة بشكل جيد له؟ ما رأيكم؟
أنا مسوقة وأخجل من طلب الأجر المالي على عملي أو زيادته، فكيف أتصرف؟
كل سلعة لا تستطيعي أن تقييميها فعلاً عبر سياسة تسعير واضحة سوف ينتابك عند طلب أجرها المالي هذا الشعور، هذا أمر طبيعي نعيشه، لو كنتي تبيعين منتجاً لا خدمة، مُنتج محدد السعر سوف تميلين إلى الطلب بجرأة ووضوح وربما لن تتنازلي أيضاً عن قرش واحد من المبلغ، ولكن حين تكون سياسة تسعيرك غير واضحة يحدث هذا اللبس، يجب عليكِ في البداية أن تقومي بتحديد سياسة تسعير واضحة، إمّا أن تكون بناء ًعلى سعر ساعة الخدمة، أي تسعّرين وفق الساعة أو وفق القيمة، وفق القيمة تتم عبر فهمك لمهمّاتك بشكل محدد ومن بعدها تقسيمها وتسعيرها، وبذلك يسهل عليكِ تفصيل الأمر له وتحدّي أي عميل أيضاً قد يناقش بسعرك، خاصة إذا كنت على دراية بأسعار السوق وتكيّفتي معه ببراعة.
جرأة التفاوض تكمن برأيي بالمعرفة، بمعرفة أننا على حق، حين ندرك ونتاكّد أننا على حق، سوف تعلو ثقتنا بأنفسنا وسيتم مناقشة العملاء بطريقة سهلة بعد ذلك.
بالإضافة إلى أن منصات العمل نظمت هذه الفكرة بشكل كبير، ويمكنها من خلال دراسة متوسط الأسعار والعروض معرفة متوسط السوق، لأن هذا مهم لتقيمي نفسك على أساسه هل أنت مبتدىء فيمكن أن يقل أو محترف فيمكن أن يكون اكثر، لأن التسعير دون مراعاة أسعار السوق قد ينتج عنها أسعار غير منطقية وقبول أقل، فعندما بدأت بالكتابة كان متوسط السعر 10 دولار لل1000 كلمة، وقتها قدمت سعر أقل لأحصل على أول مشروع، ومع الوقت وصلت لمتوسط السعر وبعد ذلك أعلى منه.
أعتقد أنّ التفاوض على السعر وتحديد تاريخ الدّفع يجب أن يكون محدّدًا منذ البداية أو أقلّه التوقيب التقريبي. بكل وضوح ولدى الاتفاق على الصفقة نخبر عميلنا ببساطة ، " في التاريخ الذي يتم فيه إنجاز العمل وإرساله، أتوقّع أن يتم الاطلاع عليه ليُصار بعد ذلك إلى إرسال المبلغ". وقد أعجبني في هذا المجال أحد عملائي حيث قمت بالعمل على أكمل وجه وكنت أوافيه بشكل يومي حول المنجز منه وأسأله حول توقّعاته ورأيه غيرها من التفاصيل. عندما أنهيت المشروع أخبرته أنّه بإمكانه أن يطّلع على المشروع ويخبرني حول آراءه. وافق طبعا على الفكرة واستلم المشروع على منصّة مستقل! كان واثقا بي ثقة كبيرة لدرجة أنّه كان مطمئنا إلى أنّني سأقوم بأيّة تعديلات عندما يطلبها. هذه النوعيّة من العملاء بالفعل رائعة.
كان واثقا بي ثقة كبيرة لدرجة أنّه كان مطمئنا إلى أنّني سأقوم بأيّة تعديلات عندما يطلبها.
بناء علاقات ثقة مع العملاء أمر هام جدا، وغالبا ما تزداد تلك الثقة مع تكرار التعاون. لكن بالتعامل الأول يكن السلوك أثناء التواصل مع العميل هو الأساس، وسبق أن مررت بتجربة مشابهة لما ذكرته فاطمة، حيث تكون لدى العميل إنطباع بأنني أتحمل مسؤولية العمل؛ ذلك أنني اقترحت أكثر من مرة تعديلات، لم يلاحظها هو نفسه..
وفيما يخص طلب المقابل المادي، فلابد أن يتم تحديده بوضوح قبل البدء في تنفيذ العمل.
الأمر طبيعي يا إيمان إذا كنت تشعرين بالحرج من طلب الأجر المالي، يمكن أن يكون ذلك بسبب عدة عوامل، ومن أهمها قلة الثقة بالنفس، وعدم الثقة في القيمة التي تضيفينها للشركة. فيجب أن تعلمي أنها شائعة لدى العديد من المسوقين، ولا يجب أن تمنعك من طلب ما يستحقه عملك وجهودك.
عند الطلب على الأجر المالي، يجب أن تتحدثي بثقة وتحديد مبلغ معقول ومناسب للعمل الذي تقومين به. يمكن استخدام الأدوات المتاحة عبر الإنترنت للعثور على الأجور المتوسطة لمسوقين في نفس المستوى الوظيفي الخاص بك، واستخدام هذه المعلومات كنقطة انطلاق لتحديد المبلغ الذي يجب طلبه. أيضا يمكن استخدام عوامل أخرى مثل الخبرة والمهارات والإنجازات السابقة لتحديد المبلغ المناسب.
لا تخجلي من الطلب على الأجر المالي الذي يستحقه عملك وجهودك. وتذكري دائمًا أن الشركة بحاجة إلى مساهمتك كمسوقة، وأن طلب الأجر المالي هو حق مشروع ومناسب للعمل الجيد الذي تقومين به.
مسألة التقييمات في منصات العمل الحر مهمة جدا بالنسبة لنا كمستقلين، سمعت عن فكرة وهي جعل عملية التقييم متبادلة بين العميل والمستقل، أي يكون للعميل كما المستقل ميزات مشتركة، لكن يتطلب هذا الأمر الموضوعية في التقييم وليس التفاهم المسبق على التقييم الإيجابي لكليهما.
فمثلما المستقل لديه عيوب ومميزات، فحتى العميل كذلك لديه عيوب ومميزات، لذلك فعملية التقييم يمكن أن تكون متبادلة.
فيما يخص مسألة التسعير، أنا مثلك كنت أشعر بالحرج من طلب مستحقاتي، لكن من خلال التعامل عبر منصات العمل الحر التي تعتبر وسيطا بين العميل والمستقل الأمر سهّل علي كثيرا، يجب أن نعرف قيمة عملنا والسوق الذي نعمل فيه ويمكن البحث عن متوسط الأجور للخدمة التي نقدمها في منطقتنا أو حتى في العالم، ومقارنة خدماتنا مع عملاء آخرين في نفس المجال هذا سيساعد على تحديد سعر مناسب لعملنا.
تبقى مسألة طلب رفع الأجرة، هنا يختلف الأمر من عميل إلى آخر، هنالك من يتقبل هذا الأمر وهنالك من يرفضه.
شخصيا لا أقوم بطلب رفع السعر إلا في حالة ما كان غير منطقي، أما في الحالة العادية أحاول فهم متطلبات المشروع جيدا، والرفع من مردودي في العمل بالشكل الذي يحقق أهداف المشروع، في تلك الحالة ستكون خدماتك ومهاراتك مبررا لطلب رفع التسعير ولا أعتقد أن العميل سيرفض، وربما سيرفعه تلقائيا إن كان العمل ضمن شركات وتوجد إدارة فرق وموارد بشرية مخصصة لهذا الغرض.
أحببت هذا التعليق كثيرًا، وأحببت طريقة السرد، لديك مهارات كتابية رائعة، وأتفق كثيرًا مع وجهة نظرك من كون أنه طالما السعر منطقي وفس أحواله العادية فلا داعي للتركسز على رفعه وزيادته بقدر ما يجب أن نركز على تقديم عكل ذو جودة عالية يعكس احترافيتنا منا يزيد من فرص توظيفنا مرة أخرى.
هذا من دواعي سروري وسعيد أن تعليقي أفادك، صحيح يجب أن نهتم بمقاربة السعر لما نقدمه من خدمات، سواء كنا عملاء أو مستقلين، تحياتي.
"سمعت عن فكرة وهي جعل عملية التقييم متبادلة بين العميل والمستقل،".. فعن إمكانية تنزيل هذه الفكرة، فإن الرأي عندي فيها ألا ضير، ما دامت التقييمات مؤسسة على بينة لا على تواطؤ واتفاق وخجل من الحقيقة، لذلك لن تخالفوني الرأي إن قلت إن هذه العملية ينبغي أن تبقى عفوية ومضبوطة باستقالية تامة .. ومن جانب آخر فإن المسألة أعمق من مجرد توصية لجعل التقييمات المتبادلة بين العميل والمستقل حقيقية ونزيهة وعفوية... المسألة تتعدى ذلك لتكون صدى لثقافة وتربية وتعلم ونتشئة اجتماعية..
أرى أن التقييم المتبادل لا قيمة حقيقية له بقدر ما يجب أن يحسن المستقل من معرض أعماله، ويغمل بشكل جاد على إنتاج المزيد من المنتجات التحترافية ليعرضها في معرض أعماله ويحسن من أساليب عروضه، وبهذا يكون قد رمى سنارته وما عاد غير أن يناظر السمكة المسكينة.
فكرة التقييم المتبادل من شأنها أن تُحسس العميل بأن التقييم يجب أن يكون موضوعيا لا أن يكون عشوائيا وظالما للمستقل.
حسنا ربما هي فكرة سيئة عند البعض، ربما هنالك فكرة أحسن، أتتني للتو حقيقة، ما المشكلة لو يتم إضافة خاصية الطعن حول التقييم السلبي للمستقل على العميل، ثم يتم مراجعة طلب العميل فتلك التقييمات ستؤثر سلبا على عمله وعلى حياته المهنية وعلى سمعته، وحتى في جميع المسائل اﻷخرى التي تجمع المستقل بالعميل، ألن يضيف ذلك شيئا من الشفافية والموضوعية.
لذلك لن تخالفوني الرأي إن قلت إن هذه العملية ينبغي أن تبقى عفوية ومضبوطة باستقالية تامة
لكن كيف يمكننا أن نحقق هذه الغاية، فحتى الآن لا أعتقد أن جميع التقييمات الصادرة من جميع العملاء موضوعية، بالنسبة للعملاء الذين تعاملت معهم ما شاء الله، يعطون تقييمات موضوعية بعيدا عن المجاملة أو الظلم، مسألة المجاملة مستبعدة أما الظلم فلدي زملاء تعرضوا للظلم في التقييم من طرف عملاء، فكيف الحل؟
أعتقد أن مسألة تحديد الأجر والتفاوض مع العملاء هي عملية معقدة بعض الشئ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبدايات الأولى فكل ما تبحث عنه هو مصدر دخل وإتمام مشاريعك الأولى لذلك لا تلتفت للمجهود الذي تبذله مقابل العائد المادي وهذا أحد الأخطاء التي يجب أن نتفادها " فلابد أن يضاهي العائد المادي القيمة المقدمة من المستقل". أصبح الأمر أصعب الآن بكل تأكيد بهذا الكم الهائل المستقلين لذلك يبحث العملاء عن أقل الأسعار وليس الأكثر خبرة ولكن في كل الأحوال لابد من تحقيق التوازن بين العائد المناسب وجهدك الشخصي لذا يجب التفاهم مع العميل والتفاوض معه بكل ثقة وتقديم مبررات للسعر المقدم مع محاولة فهم احتياجات وتوقعات العميل حينها ستتمكون من التواصل الفعال والوصول لأرض مستوية تضمن كلا الطرفين.
اعتقد يا إيمان أن المستقل المبتدئ لن يتفاوض على أو عمل له لأنه يود ان تكون بداية جيدة لعمله بعد ذلك سيقدر الخدمة جيدا و يقدم سعر مناسب لعمله لكي لا يظلم نفسه أو صاحب المشروع.
أما بالنسبة للحرج فلا حرج على الإطلاق من طلب ما هو حق لكي فلقد قدمي فالمشروع جهدا يعود على صاحبه بالنفع و الأمر كله أنك تقايضين جهدك بالمال كما أن طلب الزيادة أحد حقوقك.
أنا شخصيا لو تم استدعائي للعمل على مشروع سأعمل بطريقة العقد الموثق .. و أقوم بتقسيم العمل الكلي إلى أقساط يومية صغيرة .. و سأطالب بالحصول على راتبي على كل يوم عمل من أجل الإستمرار و إنهاء مدة العمل كاملة .. و الذين لا يقبلون بهذه الطريقة لن أعمل عندهم ببساطة .. و لو كان الجميع يسيرون بنفس نظام الراتب الشهري أو حتى الأسبوعي سأنشيء عملي الخاص و شركتي الخاصة و أعمل بنظام الراتب اليومي لأنه الأفضل و المنطقي و يحفظ حقوق العمال و حقوق أصحاب العمل .. أو الاعتماد على حلول الوساطة المالية المعتمدة .. و الحصول على حق مقاضاة المتهربين من دفع الأجور المستحقة للعمال ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) ..
أيتها الوردة المغلقة الجميلة ..
أفهم معاناتك .. فقد يكون الحفاظ على العميل أو العمل هدفا كبيرا وأيضا قد لايعلم المرء كيفية تحديده وأسلوب المطالبة به
خاصة في ضوء طلب العميل لاحقا .. أعمالا اضافية
قد لايكون متوسط الأجر .. كافيا للجميع بسبب اختلاف القيمة مقابل الدولار
ولكن من ناحية أخرى .. المطالبة بسعر أعلى من السوق ، يتطلب اقناعا وطريقة تثبت تفوق خدمتك في نواح ما في ظل المنافسة العالية ..
مسألة الخجل .. يجب أن تتغلبي عليها تماما ،، في عالم الأعمال
لأنها ستدمر مسيرتك .. أعتقد ربما الزمن والتجربة كفيلة بجعلك شخص أكثر ثقة
بالنسبة لزيادة الأجر .. فهي مشروعة اذا طلب مند عملا اضافيا غير المتفق عليه مسبقا ، أو بعد أن تعملي لفترة وتكتسبي خبرة
التعليقات