مؤخرًا كنت مشغولاً جداً بالعمل على مشروع كبير كان يتطلب ساعات طويلة من العمل نظرًا لمحدودية الوقت المتاح وقرب الموعد النهائي وتطلب هذا مني العمل بأوقات غير اعتيادية وأدى في النهاية أن مواعيد نومي تبدلت وقلت كثيرًا طوال الأيام التي عملت بها على هذا المشروع. فقد كنت متحمساً لإنجاز المشروع وكسب ثقة العميل، لكن في الوقت نفسه بدأت أفكر بتأثير هذا على صحتي النفسية والجسمانية وفي النهاية عدم الحفاظ على صحتي هذا سيؤثر سلباً على أدائي وجودة العمل. فكيف تتعامل أنت مع هذا وكيف تصل لتحقيق التوازن بين الصحة والعمل؟
كيف نوازن بين طلبات العمل العاجلة والصحة الشخصية؟
لي تجربة ساستعرضها في هذا الخصوص لا أقول لك أنك يجب أن تتبناها، أنا استعرضها لتعرف فقط كيف أنا تعاملت مع هذا الموضوع.
برأيي هذا الأمر لا يُضبط بشكل محكم إلا بإعلاء قيمة الشفافية بينك وبين العميل بشكل كبير، حين تعرّضت لذات ما تعرّضت له أنت كنت شفاف وواضح جداً مع العميل الذي أعمل معه، قمت بكتابة رسالة فيها المطلب التالي:
- أستطيع القيام بهذه المهمة خلال كذا يوم/ وقت ويستحيل أقل من هذه المدّة.
قدّم لي بعد هذه الرسالة وبمشروع لاحق عدّة أعمال يصرّ فيها عليّ على العمل بجدّ إلى درجة مُهلكة للأعصاب عبر وضعه لديدلاين قصير جداً ولكن رفضت بصرامة مراراً وبررت له مرة أخرى أنّ العمل لساعات طويلة تتجاوز عتبة ال ٨ ساعات يومياً تولّد ضرر وقلة جودة للمشروع الذي نتعاون فيه.
الوضوح مع العميل أمر مهم جدًا بالفعل، لكن الفكرة أني دائم الخشية أن الرد على مثل هذه الرسائل سيكون بالتحاهل والاستغناء خصوصًا مع العملاء الجدد، فعلى الأقل العميل القديم سيناقش الأمر معك لكن أخشى ألا يناقش العميل الجديد ويفضل التعامل مع مستقل آخر يوافق على موعد التسليم هذا وبالتأكيد سيجد وبسهولة لأن الكثيرين من المستقلين مثلي على استعداد لضغط أنفسهم بهذه الطريقة للحصول على فرصة العمل.
لكن الفكرة أني دائم الخشية أن الرد على مثل هذه الرسائل سيكون بالتحاهل والاستغناء خصوصًا مع العملاء الجدد،
مخاوفك منطقية، وهذا وارد جدا أن يحدث، وأقترح أن الحل هو بتحقيق بعض الموازنة، يعني ما دمنا قادرين على ضغط أنفسنا نوعًا ما على مشروع أو اثنين فلا مشكلة أن نتحمل، لكن بشرط ألا يكون هذا نمطًا ثابتًا، فنحرص في المشروع التالي على منح نفسنا فرصة جيدة للتسليم، أو نستهدف ألا نعمل على أكثر من مشروع، هكذا نكون وازنا بين تحقيق بعض المنافع المادية التي نتطلع لها، وبين منح أنفسنا قسطًا من الراحة بعدها.
الوصول لهذا التوازن هو مربط الفرس بالفعل لكنه يكون صعب في بعض الأحيان، فالإنسان في النهاية أسير العادة لذلك أخشى كثيرًا ان أترك الأمر لتفكير قد يكون منطقي هذه المرة ويصبح هوائي بعد ذلك، لكن اعتقد أن الوصول لهذا التوازن سيظل أمر بعيد المنال بالنسبة لي فأنا شخص في العموم يكره التقيد والإلتزام بشروط الآخرين وهو عيب كبير بي لهذا أظل أجبر نفسي بقدر الإمكان.
مافهمته من كلام ضياء أن الأمر ماهوا إلا تواصل، التواصل بينك وبين العميل هوا مايجعله على دراية بكل مايدور وما هى المدة التقريبية لتنفيذ مشروعه، وبالتالى سيقدر هذا الأمر فقط أخبره بما يحدث معك وسيتفهم أمورك وسيقدرها.
لي تجربة ساستعرضها في هذا الخصوص لا أقول لك أنك يجب أن تتبناها، أنا استعرضها لتعرف فقط كيف أنا تعاملت مع هذا الموضوع
أتفق معك في تلك النقطة فالوضوح مع العميل بخصوص موعد التسليم قبل انعقاد الصفقة هو الحل الأمثل لتقليل ضغط العمل ومنحك فرصة لتنظيم وقتك بين الراحة والعمل وباقي أمور يومك، وهذا بالطبع ينعكس على جودة ما تقدمه وعلى صحتك الجسدية والنفسية على حد سواء.
هل يمكنك أن تخبرني عن نتيجة تجربتك؟ وهل استجاب العميل أم واجهت مشكلة في إقناعه؟
في هذه المرحلة وما دمت قد بدأت بالفعل في انجاز المشروع فلن تجد بدا من استكماله لأخره، لأنك بشكل او بأخر السبب المباشر الذي أوقعك في هذا المأزق، ووقعت ضحية الحماسة الشديدة ولم تستطع تقدير المدة المناسبة لانجازه براحة وفعالية، لذلك ينصح دائما بوضع حيز زمني إضافي عن المطلوب بيوم أو يومين لتفادي الضغظ والطوارئ التي قد تحدث في المستقبل، لذلك فلنفترض أنك عرضت تمديد المدة من طرف صاحب المشورع ورفض ذلك لدواعي مصلحية بالنسبة له، فأنت أمام حلين:
- أن تحاول إنجازه بسرعة وتضغط على نفسك لأجل ذلك، لكنك بذاك تعلمت درسا بأن دراسة المدة المتناسبة مع الحجم المشروع والظروف الشخصية ضرورية للعمل بأريحية.
- أن تطلب إلغاء المشروع حفاظا على صحتك النفسية، وأظن أن هذا الحل لن يكون مجديا على المدى البعيد، لأنك بذاك ستعود نفسك على العمل في منطقة راحة دائما، مما سيقلص من انتاجيتك وابداعك.
لأنك بذاك ستعود نفسك على العمل في منطقة راحة دائما، مما سيقلص من انتاجيتك وابداعك.
هذا بالضبط ما أخشى منه دائمًا، أن أعطي لنفسي الفرصة في مرة بالتخلي عن فرصة عمل نتيجة لأسباب مثل هذه ثم يصبح هذا عادة لا أستطيع التخلص منها وأصبح لا أملك القدرة على العمل تحت ضغط نتيجة لرفضي كل عمل يسبب ضغط إما في الوقت أو المجهود الذهني، لهذا أجد نفسي كثيرًا أفرض الأمر على نفسي وأنجز العمل في الوقت المطلوب دون حتى النقاش أو التوضيح للعميل أن ساعات العمل ستكون أكبر من الذي يتوقعه هو، والأمر الثاني أني دائمًا ما أخشى من ردة فعل العميل بعدم الرد مثلًا والذهاب لمستقل آخر ينجز له العمل في الوقت الذي يناسبه.
من ناحيتي أرى أن القيام بمشروع بقيمة 100$ أفضل من عشرة مشاريع ب 10$ للواحد، حتى و لو أن الأرباح نفسها لكن المشاريع الكبيرة دائما تزيد من خبرتك في مجالك، و لكن في نفس الوقت أيضا لا تجعلك كل مشاريعك مشاريع كبيرة خصوصا إذا كنت لم تقم بمشاريع كبيرة من قبل، و أيضا لا تعتمد على المشاريع الصغيرة و فقط لأن هذا الأمر لا يزيد من خبرتك بالشكل المطلوب، لذا في هذه الحالة إذا كنت لم تشتغل على مشروع كبير من قبل فأنصحك بقبول المشروع و تجربة العمل تحت الضغط قليلا فلا تعود نفسك على الراحة دائما، أما إذا كنت شغال حاليا على مشروع كبير آخر فلا أنصحك بذلك.
في النهاية الأمر يعود لطبيعة المهمة المطلوبة فبعضها قد يكون لا يستحق أكثر من ٢٥$ مثلًا وتكون مهمة سريعة الإنجاز وبالتالي تسمح لك بالتقديم المزيد من العروض وبالتالي العمل مع مجموعة أكبر من العملاء الذين قد يتحول بعضهم لعملاء دائمين وهكذا، فالمهمات البسيطة قد لا يكون مقابلها كبير لكن لها ميزاتها أيضًا.
بالنسبة لى لابد لك كمستقل أن أحدد مجموعة من الروتينات اليومية التى يجب أن أحافظ عليها، يمكن أن تكون عادات يومياً.
- مواعيد نوم إستيقاظ محددة.
- روتين خاص بي سواء للعناية بالشعر أو البشرة أو تثبيت مواعيد التغذية.
- لابد من أن ينتهى يومي فى موعد محدد.
ستقول لى هذا جميل جداً ولكن فى العمل الحر لايمكن تنفيذه، أخبرك بأنك تجعله فقط من عاداتك اليومية وستفعله مهما كان وقت إنشغالك فالعادات هو سلوكيات عمياء فقط داوم ما يقارب ال 90 يوماً وسترى حقيقة ما أقوله لك، وأيضا لابد من بعض المرونة.
لقد واجهت هذا الموقف من قبل لكنه لم يكن مع عميل وإنما كان داخل الشركة وكان الموعد النهائي قد اقترب:
لقد اعتمدت روتين نيكولا تسلا في النوم وهو أن تنام 20 دقيقة كل 4 ساعات، في البداية كان الأمر مرهقا للغاية ولكنني كنت مضطرا لفعل هذا لإكمال المشروع.
لكن لنضع في الاعتبار أنه كان من المستحيل تأخير المشروع لذلك اضطررت لاتباع هذه الاستراتيجية وأيضا أنا وفريقي الذين كنا نضع لنفسنا هذا الموعد النهائي في مشروع واحد وليس طوال أيام العمل.
لذلك: لو أنت الذي وضعت هذا الوقت والموعد النهائي فيجب أن تلتزم به مهما كان الثمن أما لو كان صاحب المشروع هو الذي عمله فلو كان لديه سبب مقنع يمكنك أن تستمر بشرط أن تلفت نظره إلى ذلك، ولو لم يكن الأمر ملحا فيجب أن تخبره أيضا حتى لو لم يتفهم موقفك، فمثل هذا العميل خسارته أفضل من العمل معه بدون ارتياح. وتذكر أن الشخص الناجح والماهر والنشيط لا يهمه ضياع فرصة لأنه يعلم أن مهارته سوف تأتيه ب10 فرص. واعلم أيضا أن رزقك لا بد أنك ستأخذه فلا حِيلَ فيه ولا تتنازل عن احتياجاتك الضرورية كإنسان من أجل أي شيء حتى ولو كلفك هذا حياتك.
لم أجرب هذه الطريقة في النوم من قبل حتى في اقصى حاجتي للوقت قد أظل يومين دون نوم لكن أجد صعوبة كبيرة جدًا في أن أنام وأنا احتاج للنوم لهذه الدرجة ثم أستيقظ بعد ٢٠ دقيقة، أشعر أن هذا أقرب لطريقة من طرق تعذيب المساحين او شيء من هذا القبيل 😅😅
اعانك الله إسلام ^^
المهم لايتكرر الأمر كثيرا ، مرة أو إثنان أو ثلاث لابأس بذلك ....تذكرت مثلا جميلا سمعته أمس
( من يتعب لا يلعب ) هههه.
لابأس ببعض التعب وبعدها تأتي راحة جميلة .
ثم أن العمل المتواصل لايؤثر على الصحة النفسية
بل أعتقد أن الفراغ من يفعل ..
اهم شيء في الموضوع أن تحب ما تعمله وتستمع به .
بالتوفيق لك ^^
بالنسبة لي ساعات نومي قليلة نوعاً ما، لذلك أحاول الحفاظ على نمط حياة صحي قدر المستطاع حتى أتمكن من التغلب على مشاعر القلق والتوتر ولتحقيق التوازن بين صحتي وعملي، وأهتم كثيراً بتخصيص وقت للنشاط البدني وآخر للاسترخاء التام فيكون هناك فواصل بين فترات العمل لإعادة شحن طاقتي مرة أخرى.
كنت قرات عدة مقالات كان يدور موضوعها حول أن قلة النوم في أحيان تسبب افراز مواد كالأدرينالين والكورتيزول في محاولة من الجسم في التأقلم مع قلة النوم مما يؤدي إلى فترات من الطاقة العالية والقدرة الكبيرة على انجاز المهام وهذا يحدث معي بالفعل في كثير من الأحيان، لكن ان يصبح الانسان يتعود على النوم لساعات قليلة أو متقطعة اعتقد انه امر مضر صحيًا جدًا، فهل تشعرين بتأثيرات سلبية نتيجة قلة النوم؟
كنت مجبرة على السهر لإنجاز بعض الأشياء المتعلقة بالدراسة، وفي بداية هذه الأمر عانيت من بعض التأثيرات السلبية الناتجة عن قلة النوم، ولكن مع الوقت أصبح الأمر عادة يومية، فلا أستطيع النوم سوى لساعات قليلة وبعدها أقوم بكامل نشاطي.
ذكرني هذا بقول أحد السلف الذي كان يدعو الله ان يشفيه من النوم وكأنه مرض واشتهر ايضًا ان كثرة النوم من الأمور التي تقسي للقلب حتى أنه يقال أن ام سيدنا سليمان كانت تنصحه بقلة النوم وتقول له فيما معناه أن كثرته تجعل الانسان مفلس يوم القيامة أجارك الله وايانا، لكن ألا يكون لليوم بالنسبة لك طويل أقصد أني مثلًا أجد اليوم طويل في بعض الأحيان رغم كوني أنام من ٨-٩ ساعات وأبدا بالشعور بالملل في أحيان كثيرة فكيف تتعاملين مع هذا ام أنك لا تجدي هذه المشكلة؟
طالما اتفقت وبدأت، عليك أن تنهيه مهما كان الأثر السلبي، فبعده يمكن أخذ وقت للراحة والاسترخاء، وبعدها ستكون قد اكتسبت أمرين: ثقة هائلة في نفسك أنك تقدر وتستطيع مهما كان التحدي، وثانيهما أنك لن تكرر هذا الخطأ ثانيةً إلا طبعًا للضرورة القصوى.
إذا كان التأثير لمدة معينة وكان العائد مجدي مادياً وخبرة وكل شيء فيمكن التحمل ومعالجة الأمر لاحقاً كأخذ فاصل من العمل أو الدخول في مشاريع تتطلب مجهودا أقل.
لكن إذا كان التأثير مستمر فيتوقف على رؤيتك للحياة وأولوياتك فكيف تر ترتيب الأولويات من وجهة نظرك؟
يالضبط هذا ما أقوم به بالفعل وما أفكر به عندما آخذ هذه القرارات، لكن أمر مثل ضبط مواعيد النوم عندما يتضرر يصعب جدًا إعادة تصحيحه وقد يستغرق أسابيع مني حتي أعود لطبيعة نومي في الاوقات والمدد المريحة بالنسبة لي، وأعتقد أن هذا تحدي يقابل الكثيرين.
كنت لسنوات لا أستطيع النوم دون السماع لشيء أو مشاهدة شيء لكني لاحظت أن هذا يؤخر نومي في كثير من الأحيان لارتباطي بما أسمع كما يضر بجودة نومي فيظل ما أسمعه في خلفية نومي ولا أشعر أني دخلت بنوم عميق بسببه، لهذا توقفت عن هذه العادة.
التعليقات