كثيرًا ما نجد أنفسنا مشغولين طوال النهار في تنفيذ بعض المهام ، لكننا لا ننجز إلا القليل منها مقارنة بالوقت الذي نقضيه على تلك المهام
وفي نفس الوقت نجد هناك من يقضي بعض الوقت وبمجهود أقل في تنفيذ بعض مهامه و لكنه ينجز الكثير ، ما السر في ذلك؟ .
البارحة كنت أقرأ في كتاب "ألتهم هذا الضفدع (ابدأ بالأهم ولو كان صعبا) ،لبرايان تريسي ، والذي يقدم لنا على "طبق من ذهب" 21 طريقة ناجحة للإنجاز مهام عمل وبوقت قصير وكيفية القضاء على التسويف .
لكن ما لفت انتباهي من تلك الطرق، ألا وهي "الطريقة الثالثة طبق قاعدة 20/80 في كل شيء"
"(Apply the 80/20 Rule to everything) أو ما يُعرف بمبدأ باريتو لعالم الاقتصاد الإيطالي فيلفريدو باريتو.
هل سمعت من قبل بهذا المبدأ ؟ حسنًا لمن لم يسمع به ، يقول مبدأ باريتو أن 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب فقط ، حيث لاحظ باريتو أن 80% من الثروة في إيطاليا، مملوكة فقط ل 20% من السكان ..
سأُعطيكم مثالًا تطبيقي من حياتنا ، فمثلًا لو أخذنا أي يوم من أيامنا ، وقمنا بتقسيمه وسألنا أنفسنا ، ما هو الوقت الفعال الذي قد حققنا فيه أفضل النتائج ؟ قد لا يزيد عزيزي عن20% من يومنا و80 ستكون إنتاجيته ضعيفة ، إذًا هنا 20 % من الوقت هو السبب في 80 % من الإنتاج .
مبدأ باريتو قدم تطبيقات عديدة في كافة المجالات ، فمثلا في مجال المبيعات ، سيكون هناك 80% من الارباح تأتي من 20% فقط من الزبائن. أما في الإدارة: 20% من الموظفين يقومون بـ 80% من العمل في الشركة وهناك أمثلة آخري في مجالات مختلفة - حسب ويكبيديا
ما استفدته من ذلك القانون وحسب ما كتبه بريان تريسي في كتابه ألتهم هذا الضفدع :
أولًا :أن أضع أهدافي ونشاطاتي في قائمة وأحدد أيا منها هو المهم .
ثانيًا :أن أبدأ نهاري بالمهمات الذات القيمة العالية وليس ذات المنخفضة ، بحيث أحدد المهام التي تكون في قمة 20% أو التي في قمة 80% ، فهنا يجب عليّ أن أكل الضفدعة مهما كان نوعها وفي أول نهاري
ثالثًا : أن مجرد تفكيري ببدء وإنهاء المهمة يدفعني ويساعدني على التغلب على الانهماك
آخيرًا : دعونا أن نتذكر قول الشاعر الألماني "غوته" : من الخطأ أن تكون الأمور الأكثر أهمية تحت رحمة الأمور الأقل أهمية.
التعليقات