في حال تحقق أمنيتك أو مطلبك في الحياة واستطعت أن تُجري مقابلة مع شخصية عامة حالية أو ربما تاريخية لفترة قصيرة من الوقت، ساعةً مثلاً، ما هو موضوع النقاش الذي ستخوضه معه؟
إن تسنى لك الجلوس مع شخصية عامة حالية أو تاريخية لساعة كاملة، ما هو موضوع النقاش الذي ستخوضه معه؟
إذا أتيحت لي الفرصة لإجراء مقابلة مع شخصية عامة، كنت سأختار التحدث مع نيلسون مانديلا. إن إرث مانديلا كمقاتل ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وعمله اللاحق في المصالحة وبناء السلام أمر رائع حقًا.
أود أن أناقش معه وجهات نظره حول القيادة، ولا سيما مقاربته للتسامح والمصالحة في مواجهة هذا الظلم العميق، وكذلك عن نضاله المستمر من أجل العدالة العرقية في جنوب إفريقيا وحول العالم، وما هي الخطوات التي يمكننا اتخاذها لبناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا.
لماذا لم تختر في هذا الشخصية التي برأيي استطاعت أن تزرع أثراً إيجابياً أوسع من هذا الباب: غاندي؟ الذي حقق أيضاً ذات هذه الأمور في بلاده وعلاوةً على ذلك لم يكتفي فقط بالمقاومة وتحقيق الشروط السياسية المُلائمة لقيام وطن، بل وتعدّى ذلك إلى زرع قيم إنسانية عالية وأمور غريبة جداً وسلمية جداً في مسألة التغيير.
بسيط، لأنه كوننا سكان لمنطقة شمال إفريقيا دائما ما نسمع عن قصص وبطولات نيلسون مانديلا في المدارس، التلفزيون وغيرها من الوسائل، لذلك ترسخت في أذهاننا تلك الصورة عن هذا الشخص البطل وأخذه الكثير منا كشعار وعنوان للحرية.
أما بالنسبة لغاندي فهو أيضًا من قواد هذا التوجه وله الكثير من الإنجازات فيما يخص القيم الانسانية والتغيير السلمي والمتحضر.
ولكن برأيي هُناك فرق جوهري بين الاثنين يجعلني أميل لتقديم نصيحة مباشرة لحضرتك بالقراءة عن غاندي قبل وتفضيلك به على نيلسون مانديلاً، وهو أنّ الأخير قضى معظم أيّام حياته في السجن وقدّم تضحيات كبيرة لأبناء شعبه ولكنّهُ لم يواجه ولفترة طويلة وكان فاعلاً على أرض الواقع في عملية التغيير كغاندي المُذهل فعلاً.
الكثير من الشخصيات تتزاحم في عقلي لكني سأختار " إيلون ماسك" وسيكون محور الحديث بالطبع حول نظريات ريادة الأعمال، وما هي نصائحه وسأحاول بكل ما أوتيت من قوة أن أجعله يشاركني في مشروعي الجديد دون أن يضع دولارًا واحدًا. مقابل حصوله على 40% من أسهم الشركة.
ماذا عن طرده آلاف العاملين؟
لا أجد أن هناك مشكلة في ذلك، بالنهاية هم موظفين وليسوا ملاك المشروع ليبقوا فيه طول العمر ومن المعروف أن الوظيفة لا توفر الأمان التام.
قرار الطرد لم يكن عشوائيًا، وكان الموظفين على علم به قبل أسبوع من تنفيذه. وهو قام بذلك من أجل تحسين أوضاع الشركة لأن الموظفين تقاعسوا في العمل وخرجوا عن سياسات الشركة والقيم والتوجهات التي أضافها.
وبالمناسبة طرد الموظفين أمر مألوف في ريادة الأعمال لا يتم النظر له على أنه أخلاقي أو لا أخلاقي.
وسأحاول بكل ما أوتيت من قوة أن أجعله يشاركني في مشروعي الجديد دون أن يضع دولارًا واحدًا. مقابل حصوله على 40% من أسهم الشركة.
لا أعتقد أنّ هذه الجملة قد تساهم في نجاح عملك أو مشروع حضرتك الخاصّ، قد يبدو الأمر غريباً ولكنّي لا أرى أيلون ماسك أنّهُ بارع جداً في إدارة مشاريعه إدارياً ودفعها للنمو على كُلم ما حققه من نجاحات، لإنّهُ وبالمناسبة نجاحاته كانت بسبب أفكاره الغير طبيعية وهوسه الغريب في تطوير منتجاته الخاصة التي يفهم بها جداً، ولكنّه قبل ذلك عانى من خسارات كبيرة وإفلاسات لشركته.
أعتقد أن اختياري سيكون لمن اخترع الإنترنت، ومحور النقاش سيكون سبب تطبيق الفكرة وكيف استدل عليها، ولماذا جعله متطور كيف اعتقد أنه سيكون هناك كثير من التطور من بعده وهذه المواضيع.
خيار رائع فعلاً، أكثر أمر حيوي بالحياة حالياً، هذا ما يعني بأنّك ستقومين بمقابلة السيد تيم بيرنرز لي الذي يُعد أوّل شخص ابتدأ فكرة الشبكة العنكبوتية وذلك من أجل وزارة الدفاع الأمريكية في مشروع لربط الأقمار الصناعية بمراكز التحليل، هذا المشروع اسمه أربانت وتوسّع بعد ذلك ليشمل بعد كل هذا العالم بأسره.
ربما تمنيت أن أقابل صلاح الدين الأيوبي فأسأله كيف تمكن من إحياء روح الجيش ليستطيع الحرب والحفاظ على أخلاقه بنفس فطرتها ونقائها دون تلوث.
فطرتها ونقائها دون تلوث.
كيف يمكن أن نتأكد أنه حافظ عليها دون تلوث؟ أجزم أن كل قائد لديه ما لديهم من عيوب وإيجابيات وليس فينا من هو كامل. ولكن لا أعرف لماذا يكتب التاريخ بشكل عاطفي لا براغماتي.
ربما مع ابن سينا أو واحد من علماء المسلمين القدامى ليخبرني كيف استطاع التخصص في مجالات مختلفة ولا علاقة لها ببعضها في آن واحدة، علني أفهم السر وراء هذا.
بعيداً عن الخيار الرائع الذي تفطّنتِ لهُ حضرتك والذي بالمناسبة حالياً المُفكّر والروائي المصري يوسف زيدان كتب لأجله رواية كاملة على ما أعتقد اسمها: الحاكم. للتذكير باسمه وبصمته الخالدة في مسيرة الإنسانية. لكن للإجابة عن هذا الأمر:
كيف استطاع التخصص في مجالات مختلفة ولا علاقة لها ببعضها في آن واحدة، علني أفهم السر وراء هذا.
ذكر هذا الأمر كثيراً كُلّ من المُفكرين العربيين الحاليين يوسف زيدان وعدنان إبراهيم بأنّ السرّ الذي يقوم وراء موسوعية العلماء في الزمن الماضي ليس لاجتهادهم الذي يتفوّق حالياً على شغف الباحثين في العالم الحديث، بل لقلّة تشعّب العلم أصلاً، اليوم البشرية تقتعد على أكبر هرم معرفي موثّق في تاريخها والإحاطة اليوم بعلمين فقط تُعدّ ضرباً من العبقرية التي لا مثيل لها، فكيف بموسوعية تشبه الموسوعيات السابقة لعلماء السابق؟ هذا غير عملي أو واقعي في عصرنا الحالي. (مع طبعاً تقديري الشديد والمبالغ فيه لجهود ابن سينا وغيره، لكل تلك الجهود الجبارة التي ارتقت بالانسانية فعلاً خطوات كثيرة نحو الأمام).
التعليقات