لا أقصد الدخول فى نظرية العوالم المتوازية ولا فى فكرة " لو" التى هي من الشيطان ، لكن ما أريد التحدث عنه هو قراراتك فى الماضي والعيش بناءاً عليها، لنفترض أن هناك قرار كنت تسعى من أجله وتتمني أن تحققه ولكن حدث شيئاً أخر ولم تحققه، مقارنة بنفسك التى حققت هذا الأمر وتعيش بالتوازى معك الأن من سيكون أفضل أنت الحالى أم حياتك الأخرى التى حققت هدفك القديم؟!
أنت الحالي أفضل أم أنت الذى حقق هدفاً لك من الماضى أفضل؟!
دائمًا ما أشكر الله على ما لم أحققه وأكون في حالة رضا تام عن ما قدره لي، إذ يقول رسولنا الكريم: اعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك"، لو سنحت لي فرصة العودة للماضي لاختيار تحقيق الأهداف التي كنت أسعى إليها أو البقاء في الوقت الحالي سأختار ما أنا فيه حاليًا، في العادة لا أحب الاختيار حتى عندما يطلب مني أي شخص الاختيار من بين أمرين أطلب منه التحديد بنفسه ولا أعلم السبب، فأنا أعتقد دائمًا أن ما يأتيني من تلقاء نفسه هو الخير مهما كان.
أنا أعتقد دائمًا أن ما يأتيني من تلقاء نفسه هو الخير مهما كان
هذه الجملة تصيب في بعض مسارات حياتنا، وتخيب في الأخرى، هذا من وجهة نظري على الأقل. في فترة ما كنت استخدم هذا الأسلوب في طريقة البحث عن أحد أهدافي والسعي لتحقيقه، وكنت أنتظر الفرص التي تاتي من تلقاء نفسها أكثر من التي أسعى لها، كنت أظن انها ستكون الأفضل لي، ولكن كل ذلك تغيّر عندما فشل هذا الأسلوب في تحقيق أي شيء أرغب به، خصوصًا أنني لم اعط وقتها الفرصة لنفسي لاكتشاف فعلًا ما أريده وأخذ القرار بناء على ذلك. لاحقًا قررت أن أسلك طريق مختلف تمامًا مبني على التجربة والسعي الشخصي، هنا فقط أصبح هناك مساحة منطقية لظهور فرص تبدو وكأنها تلقائية، ولكن في الحقيقة، لم تكن اتصبح حقيقية أبدًا لو أنني لم أبادر بعشرات الخطوات أولًا.
كل مرحلة من حياتي أكون راضي عنها وراضي عن ما قدمته لي، لأنه من المنطقي أن الشخص يتطور ولو عاد بي الماضي لأقارن بين طريقتي في الحياة والأن فلن أقول أن أحدهما أفضل كل ما هنالك أن في الماضي كان ما أفعله مناسبا لهذا الوقت، ولو كان مناسبا للحاضر لفعلته ولكن سنة الحياة هي التطور والتقدم لذا كان عليّ أن أواكب هذا التطور.
نقطة مهة أحب أن أضيفها لكلامك حمدي، أن قراراتنا في الماضي لم تكن ناتجة عن نفس الوعي الذي نحن عليه الآن، ربما نتصور أنه كان بمقدورنا اتخاذ قرارات أفضل، ولكن لا أميل أبدًا لهذا الاحتمال، لأنه يُدخلنا في سلسلة من الاحتمالات الأخرى وكلها لا هدف منها أبدًا، في حين أن أفضل طريقة للنظر إلى الماضي، هي الحيادية التامة، ومحاولة تجنب تكرار نفس الأخطاء، وفهم تتابعات كل اختيار أو قرار بشكل أفضل.
كل مرحلة من حياتي أكون راضي عنها وراضي عن ما قدمته لي
الرضا هو سر اسعادة لكن ماقصدته أن هناك مفترق طرق لك مختلف تماماً عن مسارك الحالى فمثلاً طالب كان يتمني دخول كلية هندسة بترول، ولكنه رسب ودخل فنون جميلة، وعاش حياة مختلفة تماماً عنها وبعد فترة من الزمن رأي صديقه الذى دخل بترول محقق مكاسب ونجاحات كانت لتكون له إذا نجح فى الماضي، ولكنه رأي أنه حقق أشياء أخرى ليست نفسها ولكنه مثلاً قد يكون عنده شغف بعملٍ ما أو سعيد مثلاً، سؤالى هو أنت فى المسار الحالى كنت لتفضل أم أنت فى المسار الأخر كنت لتفضل؟!
لا أظن الأمر سيختلف كثيرا. فهدفي الآخر كان فقط يسجلب لي نوعا آخر من المشاكل غير التي أتعامل معها الآن. أظن أنه أيا كان المسار الذي تسير فيه ستواجهك المشكلات، والعقبات، والمنغصات. كل الفكرة أنها نوع مختلف عن الآخر فقط. كله محصّل بعضه. هذه الحياة لا يكتمل فيها شيء بالشكل المثالي الجميل الذي نريده، وبلا جوانب سلبية. على الأقل، هذا ما أراه.
جميل هذه الرؤية لكن حينما أحكى لكى عن حياة طبيبة كانت تعمل بالطب ولديها صديقة تعمل معها ولكنها قررت ترك الطب وتربية أبنائها، ومن ثم بعد 10 أعوما رأت صديقتها هذه على مناسب الجامعات والمستشفيات بعد أن سافرت فى بعثة وحصلن على الدكتوراه فبالنسبة لها كان هذا هي هي نفسها التى لم تترك العمل وندمت ندماً شديداً على تركها للعمل، ولكن حينما أعادت النظر وجدت أنها تمتلك أسرة سعيدة جداً ومترابطة فى حين أن الطبيبة التى سافرت فى بعثة لديها مشاكل عائلية، وأسرتها غير مترابطة. هل ستتغير هنا رؤيتكي ياهاجر للأمر؟! أنا حتى الأن أتفق معكى فأنت تكسب شيئاً وتخسر شئ أخر، لكن أى المكاسب كنتى لتفضلين التى كنتى تتمنين تحقيقها ولم تحقيقها أم التى أنتى عليها الان؟!
بعض المكاسب التي حققتها الآن لا يعوضها بالنسبة لي أي شيء آخر. لذا، رغم كل شيء، سأختار الآن. ربما السبب أني أدركت قيمة بعض الأشياء التي لم أدرك قيمتها وأهميتها بالنسبة لي إلا بالتجربة.
كثيرا ما أفكر بهذا الأمر…
وأصل لنفس النتيجة، أنني سأكون هنا حيث أنا أفضل، وإن كان الأمر صعبا ومتعبا وطويلا… لكن هذا إختيار الله لي، والله يعلم أي الحال أفضل لي…
ولأنني كنت اعاني لفترة معينة من صعوبة إتخاذ القرار والقلق بسبب الخطوة القادمة، لم اتعلق بالأسباب الدنوية، بل تعلقت برب الأسباب.
رائع جداً أنا أطرح السؤال للتسلية ليس إلا فأنا مقتنع بمقولة شيخ، يقول "الله أعلم ما كان كيف كان يكون" ولذلك فأنت فى أفضل حال الأن لأن الله يعلم لو كنت تكون فى شئ أخر كيف كنت تكون فهمتي؟! هذا لايمنع أننا مسؤلون عن الذنوب والمعاصي ومجازون على الحسنات والصالحات ولكن فى الحياة عموماً نحن فى أفضل إختيار إختاره الله لنا وكتبه اللهخ علينا حتى وإن كنا حزينين فنحن نرضي بما كتبه الله لنا.
هذا التساؤل لا يطرح سوى نهايتين فقط لسيناريو متاح له عدد كبير جدًا من الاحتمالات، وهي أنا الآن، وأنا التي حققت هدف قديم بنفس الأسلوب الذي تخيلت به الأمر، وهذا يضعنا في نقطة استرجاع الماضي ولكن برؤية وردية كما طرحها صديقنا @Hamdy_mahmouds في مساهمته المميزة، والمقصود أنني مررت شخصيًا بتجربة مشابهة، وفي كل مرة أحاول تخيل حياتي لو كنت حققت هذا الهدف القديم، أتخيلها بالشكل الذي أرغب في أن يكون عليه الأمر فقط، ولكني لا أضع في حساباتي كل الإخفاقات التي كان من الممكن أن تحدث أيضًا، لأننا نتحدث عن حياة واحداث كلها غير متوقعة، وعندما أفكر بتلك الطريقة، أنا لا أجد مبررات لحياتي الآن (أو ربما قليلًا)، ولكن ايضًا لا أحاول الوقوع في فخ الحنين إلى الماضي، وافكر لو أنني أريد تحقيق هذا الهدف الآن، هل يمكنني إيجاد طريقة مناسبة له؟ أو أصبح لا يناسب أهدافي وأولوياتي في الوقت الحالي؟
وافكر لو أنني أريد تحقيق هذا الهدف الآن، هل يمكنني إيجاد طريقة مناسبة له؟ أو أصبح لا يناسب أهدافي وأولوياتي في الوقت الحالي؟
هذا بالطبع إن كان هناك فرصة قائمة ولازالت قائمة يمكننا تحقيقه من خلالها، لكن إذا إنقطعت الفرص إليه لايمكننا البحث فى هذا الخيار مجدداً.
بالفعل نحن لاننظر فى هذا الحال إلا للجزء الوردى من القصة لكننا لانرى الجزء الأخر والذى يحمل الكثير من الفشل والإخفاقات.
لكن على كل فالوضع الذى نقف فيه الأن نحن حصلنا فيه على أفضل مايمكن أن نحصل عليه بالرغم من ضياع أحلام وأهداف عريضة وكبيرة، لكن إذا قارننا بين المسارين لوجدنا أن الحياة لاتعطى كل شئ فلو أعطتك مالاً كثيراً ربما تكون فى غربة أو بعد عن الأهل والأصحاب، ولو أعطتك أهلاً وأصحاب، ربما هناك شيئاً منغص حياتك ولكن الرضا هو سر السعادة بالحاضر والإستعداد الجيد للمستقبل.
أعتقد أن أنا الحالي هو الأفضل؛ لأن ما أنا عليه هو نتيجة لقرارات اتخذتها وخطوات صممت عليها، فإن كانت صائبة وناجحة فهذا يجعلني فخور بنفسي، وإن لم تكن كذلك فقد تعلمت منها وسأواجه المقبل بخبرة التجربة السابقة، وأنا أرى أن من يعرف مرارة الفشل أو الخسارة فسيقاتل بكل ما لديه من قوة ليتجنب ذلك، وهذا عكس من لم يذق الخسارة.
جميل جداً، تقصد أن أنت الفاشل فى هدف ماضي أفضل من أنت الذى نجح فى هذا الهدف لأنه إكتسب خبرة من الفشل لايكتسبها من نجح؟!
بالضبط؛ لأن من فشل ثم حاول فهو يمتلك خبرة المحاولة وسيكون فخور بذاته أكثر، ولكن من لم يواجه ذلك فخبرته أقل بكثير، ولكن برأيك هل هناك وصفة أو طريقة لتجنب الفشل والإخفاق؟
بعد كل ما بنيته بفضل الله عز و جل أولاً من تغيير لصفات مذمومه لإلتزامات دينيه لتحولات جذريه في طبيعتي الشخصيه لا أود التغيير أبداً عنها و إن كنت أريد التغيير فحتماً للأفضل
رائع جداً قناعتك بنفسكي هذه تدل على شخص لديه وعي جيد بنفسه.
لما لاتشاركينا مساهمة عن هذه التغييرات وكيف أنكي نجحتي فى تغيير صفات مذمومة أو الإلتزام وإحداث تحولات جذرية سنكون سعيدين بمشاركة التجارب، وخذى وقتك إذا شئتي فمساهمة لكل موضوع مثلاً.
لم أنجح وحدي و لم يكن يوماً وحدي و بإرادتي كان و سيظل الله عز وجل هو وحده السبب في ذلك التغيير ما فعلته أنا أنني حافظت عليه و دعوت أيضاً الله بالثبات
أعتقد يوماً سأكتب عن ذلك التغيير و لكن لأنه يمس جزء شخصي إلى حد ما فأعتقد سآخذ وقتي حتماً كما إقترح حضراتكم
برأيي لا يوجد أفضلية...
فأنا ما على إلا السعي بحق، وعلى الله السداد والتوفيق واختيار الخير الذي لا يعلمه إلا هو.
هذا لا يعني أنني ليس علي القيام بالتفكير والتخطيط والتنفيذ والتعديل وخلافه، ولكن لا ينبغي أن أتوقف في نقطة ما لأبكي على لبن مسكوب، في حين أنني الآن يمكنني التطور للأفضل أينما كنت على خارطة الحياة، وهذا هو الأهم.
إذا كان عليّ أن أختار بين نفسي الحالية وبين نسخة من حياتي كانت قد حققت هدفًا معينًا، سأختار نفسي الحالية. لأنني أعيش بناءً على القرارات التي اتخذتها واقتنعت بها، وهذه القرارات قد شكلتني وجعلتني ما أنا عليه الآن. فالتجربة الشخصية والنمو الذي مررت به يعكس الأثر العميق لتلك القرارات، وهو ما يجعلني أفضّل الحاضر الذي أعيش فيه بقراراتي واختياراتي الحالية
رائع جداً، لكن هل هذا يعنى أن جميع القرارات التى نتخذها نكون راضيين عنها، هناك قرار أحياناً نكون أخذناه مضطرين له؟! فليس شرط هنا أن نكون راضيين فقد نعيش حياة بقرارات مختلفة تماما عن تلك التى كنا نتمناها، الم يحدث معك/ى شيئاً كهذا من قبل أن دخلتى كلية/جامعة أنتى غير راضية عنها، لكن بسبب المجموع قررتى الدخول فيها، ألم يحدث هذا معكى من قبل؟!
التعليقات