كنت في نقاش مع مجموعة من الأشخاص، وكانوا يتحدثون عن موقف حدث مع إحدى المستقلات. كانت قد استلمت مشروع لتعمل عليه، لكنها بسبب انشغالها بعدة أمور أخرى طلبت من أختها وهي أيضًا تعمل كمستقلة أن تُكمل جزء من المشروع بدلًا منها. تم تسليم المشروع في الموعد، وكان العميل راضي جدًا بالنتيجة، ولم يكن يعلم أن شخص آخر شارك في التنفيذ. خلال النقاش، انقسمت الآراء بين من يرى أن هذا تصرف غير أخلاقي، لأن من حق العميل أن يعرف من يعمل في مشروعه، وبين من يرى أن الأمر لا مشكلة فيه طالما النتيجة كانت ممتازة والعميل راضي.
الاستعانة بمستقل آخر دون إبلاغ العميل... تصرف طبيعي أم تجاوز أخلاقي؟
أرى أن الموضوع فيه مساحة رمادية لا يمكن الحكم عليها بصرامة مطلقة، فطالما النتيجة كانت مرضية والعميل خرج سعيدًا بالمشروع، فالأمر من ناحية عملية لا يسبب ضررًا حقيقيًا. الكثير من المستقلين يتعاونون خلف الكواليس لتوزيع الجهد أو تسريع العمل، وهذه المرونة أحيانًا تكون سر النجاح وجودة التسليم.
لكن عندما تخيلت نفسي مكان العميل، وجدت أني سأميل إلى الرفض بصراحة 😆 لأن اختياري لمستقل معين لا يكون عشوائيًا، بل بناء على ذوقه أو طريقته في التواصل أو أسلوبه الفريد في العمل، ولو علمت أن شخصًا آخر أنجز المهمة بدلاً منه دون علمي، لشعرت أن شيئًا من الثقة قد اهتز حتى لو كانت النتيجة ممتازة، فالشفافية في النهاية تُشعر العميل بالاحترام وتزيد من متانة العلاقة المهنية.
أعتقد يا بسمة منطق الرفض لديك جاء جراء شعورك بأنك قد خُدعت من قبل المستقل وأن آخر غير الذي أوكلتي إليه العمل قام بتنفيذ بعضا من العمل. أعتقد أن هذا الرفض انفاعلي شعوري فقط لأن الرفض الحقيقي لابد أن يكون مبنياً على أسباب منطقية حقيقية نراها في العمل كأخطاء واضحة أو منجز لم نتفق عليه أو حتى أسلوب قد تغير. وطالما أننا كعملاء نراجع العمل ونقول أنه مائة بالمائة سليم وما نريده فلا يهم إذا كان يعمل عليه مستقل أو أكثر طالما أن المُخرج النهائي سليم وكما نريده.
قد يكون كلامك صحيح فعلاً من ناحية المنطق والنتيجة، لكن من ناحية الأمانة والمصداقية، لا يجب أن يخفي المستقل عن العميل من قام بالعمل بالفعل، فالشفافية جزء من الاحترافية، حتى لو كانت النتيجة ممتازة، لأن العميل له الحق أن يعرف من يقدم له الخدمة.
ولكن ماذا لو تسلمتِ مشروععا من العميل ضخم وله موعد مضروب لا يصح أن تحيدي عنه ثم حصل ظرف طارئ لديك؟ الحل أن نستعين بصديق لنا يشبهنا ويعرف كيف ينجز العمل أو حتى بعضاً منه ثم يمكن لنا أن نراجع سريًعا ذلك العمل بعد أن نعطيه كافة التعليمات لإنجاز باقي العمل مثلا. أعتقد أن هذا هو الحل الأمثل لكن لو أنك أخبرت العميل ربما لن يقدر ما لديك من ظرف وربما تخسرينه للأبد وأنت لست مضطرة إلى ذلك طالما تسلم العمل وأعجبه جدًا فالأهم هو النتيجة النهائية أما إذا لم يعجبه وسألنا ساعتها لن يصح ألا نخبره الحقيقة...
لكن ما المشكلة في ذلك عند العملاء؟! طالما أن العمل قد نفذ بالجودة المطلوبة ووفق ما طلبه العميل فما الذي يثير الضيق؟العميل في النهاية يهتم بالنتيجة أكثر من هوية المنفذ طالما تم الالتزام بالجودة والموعد المحدد التعاون بين المستقلين لا يعني غياب الشفافية بالضرورة بل يمكن أن يكون نوعًا من التنظيم الذكي للعمل فبدل أن نركز على من أنجز المهمة الأجدى أن نركز على كفاءة التنفيذ واستمرارية التسليم فالعبرة دائمًا بما يقدم لا بمن قدمه
نعم الموضوع محير بالفعل 😅
فلو نظرنا من ناحية العمل نفسه والإنتاج فطالما أنه تم إنجازه بدقة وإتقان وأعجب العميل فقد نقول "وما المشكلة؟" لكن لو نظرنا من ناحية العميل وكنت أنا مكانه فأنا قد اخترت مستقل معين لثقتي فيه وفي قدراته وقمت بالاتفاق معه هو لا مع شخص آخر.
ربما يكمن حل هذه المعضلة في إخبار العميل أو إيصال الأمر له بطريقة جيدة وترك الاختيار له حتى لا نشعر بالذنب.
سأضع نفسي مكان العميل وسأرفض بشدة ما حدث وكيف أكلف أحدًا بينما من أنجز لي العمل أحد آخر وسأقول أني تعرضت للخداع وسأغضب بشدة وسألقي الوعود والأيمان أنني لن أعاود العمل مع المستقلين مرة أخرى.
ولكن لو صادفني سؤال من أحد المقربين لي يقول: هل العمل به شيء من الخطأ أو أنه غير متقن أو لا يلبي توقعاتك أو طُلبت زيادة مادية منك أوسُلِّم لك خارج حدود الميعاد المطلوب؟
حينها سأقول لا وسيكون الرد علي: حسنًا لا مشكلة.
وحينها سوف يكون لا مشكلة فعلًا!
أتفق معك يا كريم أن الغضب في البداية طبيعي، فالثقة شعور قبل أن تكون عقدًا. لكن حين نُعيد النظر بهدوء كما قلت، ونجد أن العمل متقن، والموعد محترم، والسعر ثابت فالمشكلة تفقد معناها تدريجيًا. ربما ما نحتاجه فعلاً هو وضوح بسيط منذ البداية، لا أكثر.لأن الخداع الحقيقي لا يكون في من نفّذ، بل في كيف تعامل مع ثقتك فجميعنا نتعرض لظروف وارد ان يقع المستقل في ورطه فمن مسؤوليته ان يحاول ان يحلها بالسبل المتاحه امامه
هذا صحيح ودعيني أضيف أيضًا أن كثير من المستقلين إن لم يكن جميعهم لا يلجأون للصراحة خوفًا من خسارة المشروع أو العميل إن كان عميلًا دائمًا فيلجأون التكتم على الأمر، ربما أصبح على العملاء أن يتوقعون أن كل مستقل هو مؤسسة داخلية من المستقلين يعملون بتكاتف معًا لإخراج العمل في أفضل صورة وأسرع وقت والمهم أن الجودة ممتازة وبنفس السعر وفي الوقت المطلوب.
أرى أن الأمر عادي جدًا طالما أن العميل حصل على ما طلبه بالظبط وكانت النتيجة جيدة المهم أن العمل تم بشكل صحيح وفي الوقت المحدد فالعميل يهتم بالنتيجة وجودتها أكثر من معرفة من نفذ المشروع لذلك طالما تم إنجاز المطلوب فالأمر ليس مشكلة أخلاقية
أرى أنه .. حتى ولو لم تكن النتيجة غير مرضية ليس للنتيجة تأثير بجزئية هل يحق للمستقل الأستعانة بآخر
وللإجابة يجب تحديد المعايير التى سنحدد بها هل يصح أم لا
معيار شرعى مثلا من اناحية الشرعية هل به أمر منهى عنه (( الاجابة .. لا ))
معيار مهنى هل عندما يتم الاتفاق الاستلام والدفع يتوقف هذا على من فعل (( الإجابة .. لا )) لأن ببساطة معيار المشترى هو جودة المطلوب وليس من فعل خصوصا وأن هناك البعض والذى لديه مشاريع عدة فى نفس الوقت يعمل من خلال فريق وليس فرد
وهل من يقول أنه تصرف غير أخلاقى على أى أساس قرر ذلك (( هذا سؤال جاد ولو هناك اجابة اريد معرفتها ))
لأنى لا ارى أى مشكلة أساسا ليتم مناقشتها حتى مع العميل نفسه ،، المهم أن العميل استلم ما طلب بالجودة التى طلبها
التعليقات