في زمن صار فيه الذكاء الاصطناعي يكتب، يصمم، يحرر، يترجم، بل ويقترح عليك ماذا تأكل على العشاء، لم يعد دوره يقتصر على كونه "مساعدًا ذكيًّا" فحسب، بل بدأ يأخذ مكاننا نحن المستقلين شيئًا فشيئًا. نرى اليوم بعض العملاء يطلبون من الذكاء الاصطناعي إعداد المقالات، النصوص التسويقية، المحتوى البصري، بل وحتى الخطط! لا ليراجعوها لاحقًا، بل ليستخدموها كما هي، ظنًّا منهم أن الجودة والمعنى يمكن توليدهما بلمح البصر.
أنا شخصيًا صرت أستعين به في مهام توفر عليّ الكثير من الوقت، كتنظيم الأفكار أو توليد عناوين أولية. لكنني أراه أداة لا بديلًا. لأن النص الجيد لا يُقاس فقط بخلوه من الأخطاء أو ترتيبه الجميل بل بالشعور الذي ينقله، بالصوت الذي يحمله، بالدهشة الصغيرة التي يتركها في آخر سطر. هذه أمور لا يتقنها الذكاء مهما بدا ذكيًّا.
فبرأيكم، هل ما زال من الممكن أن ينجح المستقل في هذا العصر الذكي؟ أم أن عليه أن يعيد تعريف دوره بالكامل ليبقى في الساحة؟
التعليقات